في ذكرى راشد بن سعيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تهلّ علينا هذه الأيام ذكرى رحيل المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي وافته المنية في شهر أكتوبر عام 1990، وترك فقده حزناً كبيراً عند جميع من عرفه من المواطنين والمقيمين، وعبرت حينها الملكة إليزابيث الثانية عن أسفها، كما أعربت عن حزنها على رحيله هيئة الأمم المتحدة.. كل ذلك لأن المغفور له، طيب الله ثراه، لم يكن شخصاً عادياً، بل ترك بصمة واضحة في مسيرة دبي ونهضتها وتطورها.

لقد تميّز، رحمه الله، بشخصيته الفذة وسرعة بديهته، وحزمه وحرصه على إنجاز المهام على أكمل وجه، فكان يتابع يومياً شؤون البلاد والعباد، وبنى علاقات وثيقة مع دول الجوار الصديقة، ووثّق العلاقات الأخوية مع دول الخليج، ثم بدأت اجتماعاته مع المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عرقوب السديرة ليتفقا على إقامة الاتحاد ودعوة الإمارات لتنضم لهما، كما وجها الدعوة إلى قطر والبحرين، وكان ثمرة هذه اللقاءات قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

كان، رحمه الله، عاشقاً لخور دبي ويجلس يومياً مع مجموعة من رجال دبي ليخططوا من أجل تنمية الإمارة، فكان خور دبي أول الاهتمامات، حيث جاء بشركات من الخارج لتعميق الخور نظراً لأنه كان يمثل الشريان الذي يغذي الحياة في دبي.

أسهم، رحمه الله، أيضاً في إنشاء كهرباء ومياه دبي 1959، وأنشأ مطاراً في دبي يليق بمكانة الإمارة وكان ذلك في 30 ديسمبر 1960 وكان محباً للتجارة والاقتصاد ففكر في إنشاء أول بنك وطني (بنك دبي الوطني) عام 1963، كما أنشأ ميناء في مدينة جبل علي يتضمن عدة موانئ في ميناء واحد.

لقد قفزت إمارة دبي قفزات سريعة بفضل هذا الفكر المستنير للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وها نحن اليوم بفضل هذه الرؤية ننعم بنمو دبي الحديثة ولهذا سمي هذا الرجل المتميز بباني نهضة دبي.

Email