الشخصية الملهمة

ت + ت - الحجم الطبيعي
إذا أحسست بالألم، فأنت حيّ، ولكن إذا أحسست بألم الآخرين، فأنت إنسان.
 
حل أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ضيفاً في أحد البرامج التلفزيونية، وتحدث عن تجربته مع البهاق وكيف تمكن من التغلب على التنمر والنظرات الساخرة التي كانت تتحول إلى أفكار سوداء تتلاطم في ذهنه بين الفينة والأخرى، وأكد أن البعض ليس لديهم وعي كافٍ بالمرض، وبالتالي ينتج التجريح وعدم تفهم ومعرفة ما يعانيه مرضى البهاق في حياتهم.
 
وأخرى تذكر إحدى القصص المخزونة في ذاكرتها، موضحة أنه بسبب جهل بعض الأسر بمرض البهاق كانوا حريصين ألا يخالط ابنهم المصاب بقية إخوته لإيمانهم بالمعتقد الخاطئ أن هذا المرض قد يعديهم.
قد يرفض بعض الأهالي في قرارة أنفسهم، حقيقة أن طفلهم يعاني من مرض مناعي أو يعتبر من ذوي الإعاقة، ولكن التهاون وعدم تقبل الأسرة لطفلهم، قد يؤدي إلى انحدار مستوى نموه الطبيعي وبالتالي يبطئ عملية التعافي أو يزيد من حدة الأعراض التي يعاني منها.
 
في الواقع، المشكلة لا تكمن في المرض أو الإعاقة، ولكن في كيفية التعامل معه، دور أولياء الأمور يكمن في جعل معاناة الأبناء نقطة تحول في حياتهم بتمكينهم من الانخراط في المجتمع وإثبات ذواتهم وجعلهم ملهمين للآخرين الذين يعانون نفس المعاناة.
 
تذكر أن الأعمار والتعافي بيد الله، فعمار بوقس الملقب بقاهر المستحيل بعد شهور من ولادته أخبر الطبيب والده بأنه مصاب بمرض نادر جداً تسبب له بشلل كامل في جسده، وهذا المرض لن يبقيه على قيد الحياة أكثر من سنتين، ولكن الأب تقبل الأمر وكان متيقناً أن كل ما يختاره الله عز وجل لعباده خير، وبالفعل، وبرحمة الله وفضله، تمكن عمار بوقس أن يتجاوز الـ26 عاماً وأصبح شخصية ملهمة.
 
Email