مسارات حياتية

مهن المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد العالم كما كان سابقاً، فكل يوم نراه في شكل، يتلون مع تغير أطياف احتياجاته، ولعل ذلك ما دعا دوله لاستشراف المستقبل، وإعداد العدة له، في محاولة منها لأن تكون جاهزة لمواجهة الظروف المحتملة، والتعايش مع البيئات التي قد تنشأ مستقبلاً، والتي تتغير معها الظروف والأحوال، ومتطلبات سوق العمل أيضاً، وما يرافقه من تغيرات في مخرجات التعليم.

كثيرة هي الدول، ومن بينها الإمارات، بدأت بوضع خطط ورؤى استراتيجية مستقبلية، في إطار سعيها لأن تكون في المكانة التي ترى فيها نفسها مستقبلاً، ولعل ذلك ما شحذ من همة العديد من مراكز الدراسات، التي بدأت هي الأخرى بإطلاق العنان لتنبؤاتها، ومحاولة تخيل شكل مستقبل سوق العمل، وطبيعة المهن التي تتناسب معه. في كل يوم، تطالعنا هذه المراكز، بقوائم المهن التي ستختفي من الوجود في غضون العقد المقبل، ونوعية المهن التي ستظهر، والتي يبدو أنها ستكون معتمدة كلياً على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث العالم بدأ يوجه أنظاره، ويربي أبناءه من الصغر عليه.

استشراف المستقبل، أصبح أمراً ضرورياً وليس رفاهية، كما يظن البعض، فعلى ضوء ذلك تصيغ الحكومات والمؤسسات، خططها وتحسب خطواتها، وتعمل على تطوير نفسها، بناءً على مخرجات الدراسات العلمية والعملية. في هذه الدائرة، يلعب الكوتشينغ، باعتباره إحدى مهن المستقبل دوراً مهماً، من حيث قدرته على صياغة الأهداف المراد تحقيقها بعد برهة من الزمن والوصول إليها، لا سيما وأن الكوتش يكون مؤهلاً لطرح الأسئلة الفعالة التي يمكنها تفجير الطاقات الداخلية، ويُمكن الجميع من رفع أدائهم وإنتاجيتهم المهنية.

الكوتشينغ، إحدى مهن المستقبل، كونه يمثل أداة حقيقية لرفع الوعي العام في المجتمع، وبالتالي تحقيق التوازن الذي ينعكس إيجاباً على الفرد، ليتجاوز ذلك نحو الجماعات والمؤسسات، كما أنه يساعد في تفعيل المسؤولية الذاتية والتركيز على الأخلاقيات، لا سيما وأن دائرة تأثير هذا التخصص تشمل المجالات الأسرية والمهنية والمالية والفكرية وحتى الصحية.

مسار

استشراف المستقبل أمر ضروري وليس رفاهية.

Email