ملاك الرحمة بالفطرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مهنة التمريض من أنبل وأسمى المهن في عالمنا اليوم، فهي مزيجٌ من الصبر والرحمة وبذل الجهد الأقصى للتخفيف من معاناة المرضى والإحساس بآلامهم.

تخبرني إحدى الطالبات أنها قاربت على التخرج بعد أن قطعت شوطاً كبيراً خلال دراستها في كلية العلوم الصحية - قسم التمريض، رغم العقبات والظروف الصعبة والتحديات التي واجهتها في حياتها، لأنها المسؤول الأول عن توفير الرعاية الكريمة لأسرتها، تحدثني بشغف كيف تشعر أن مجال التمريض دواء لروحها وبلسم لجروحها.

لم تقف هذه الطالبة مكتوفة اليدين حين أصبحت حياتها مليئة بالطرق ذات الانحناءات الشديدة والمكتظة بالصعوبات، بل بادرت بتقديم طلب الانضمام كمتطوعة في مستشفى أم القيوين لتساهم في جهود مواجهة جائحة كورونا لـ 3 أشهر، حصلت بعدها على شهادة تطوع ما بين 140 – 200 ساعة في خدمة الوطن. ومرَّت الأيام، وقدمت للتطوع في إحدى مؤسسات الرعاية الصحية في الدولة، لشهرين وأثبتت جدارتها في العمل لتصبح موظفة وفنية مؤهلة للفحوصات والتطعيم.

«النجاح لا يُقاس بموقعنا بقدر ما يُقاس بقوة إرادتنا على الثبات أمام التحديات»، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله.

بعض أصحاب القصص الناجحة تُرفع لهم القبعات؛ لأنهم لم يستسلموا للظروف الصعبة والمحن التي واجهتهم، بل تغلبوا عليها بالإصرار والعزيمة على تذليل جميع العوائق ليواصلوا تسلق السلم إلى أرقى الدرجات.

بعض الناجحين في مجال التمريض بلا شك قد يمرون بتحديات شتى في توفير الرعاية والتوعية الطبية المستدامة للمرضى ولجميع أفراد المجتمع، لكنهم بالمثابرة والإصرار سيصلون لأعلى المستويات المهنية والاجتماعية والإنسانية. دولة الإمارات العربية المتحدة تولي اهتماماً كبيراً للقطاع الصحي، لا سيما ملائكة الرحمة من المواطنين العاملين في هذا التخصص الطبي المهم والأبقى أثراً.

Email