الإرشاد الأكاديمي والمستقبل المهني

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع باحثون تربويون على أنّ أبرز المعضلات التي تواجه الطلبة في الجامعات تتمثل بعدم قدرتهم على اختيار التخصص المناسب لبدء مرحلتهم الدراسية، ما يحول دون تحقيق طموحاتهم، وفق قدراتهم الفردية، واحتياجات سوق العمل.

ومن هنا يبرز مدى أهمية الإرشاد الأكاديمي والمهني للطلاب المستجدين، إذ يعدّ جانب الإرشاد الأكاديمي أحدَ أبرز الجوانب الواجب توافرها في المدارس والجامعات، لأنه المرشد والمعين الذي يعرف الطالب بالتخصصات المرغوب فيها ويوجّهه إلى التخصص المناسب له، ويجنبه اختيار تخصصٍ بعيدٍ عن حاجة سوق العمل، أو لا يتفق مع قدرات الطالب، ومواهبه، وميوله الشخصية، الأمر الذي قد يعوّق قدرته على مواصلة الدراسة، ولا يجعله متمكناً من الإبداع، لا في أثناء دراسته، ولا في مستقبله عند رحلة البحث عن وظيفة، ما يعطل استفادته من جهوده، ويزيد من نسبة البطالة في المجتمع.

وقد دلت دراساتٌ عدة على أهمية محور الإرشاد الأكاديمي في سدّ فجوة البطالة، وتقليل الفاقد التعليمي الذي يحدث بسبب سوء الاختيار منذ البداية، وأكدت الدراسات فائدة الإرشاد الأكاديمي وإسهامه في تطوير منظومة التعليم، في عدد من الدول، ورفع مستوى مخرجات الجامعات، التي أولت الإرشاد الأكاديمي الأهمية التي يستحقها، ما أدى إلى تسهيل سبيل التعلم وقِصَرِ المسافة بين الطالب وطموحه، بحصوله على فرصة في سوق العمل.

بينما أشارت الدراسات من جانب آخر إلى أن ما نسبته 65% من الطلبة يباشرون دراستهم الجامعية من دون أدنى معرفة بمدى رغبتهم الصادقة في دراسة التخصص، أو الالتحاق بهذا المجال أو ذاك في سوق العمل بعد التخرج، وحذرت عدد من الدراسات من أن ما نسبته 70% من الطلبة يتأثر اختيارهم لتخصصهم الدراسي بنصائح زملائهم، تلك النصائح التي لا تتناسب في أغلب الأحيان مع ميول الطالب، وقدراته ورغبته الحقيقية، التي يكتشفها أحياناً بعد فوات الأوان، ولذا يجب على الأسرة التي نشأ فيها الطالب والمؤسسات التعليمية، ومؤسسات التشغيل في سوق العمل، أنْ تتعاون معاً، من أجل تمهيد جميع السُّبل، لتسهيل اختيار الطالب للمسار الدراسي المناسب له.

 
Email