انتبه من الخجل السلبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر الخجل من الحالات النفسية التي لها أثر بالغ على جوانب عديدة من الحياة، والذي يراه البعض سلوكاً إيجابياً، يجب جعله جزءاً من نمو أطفالنا.

الخطورة هنا والخشية بأن يتحول إلى أن يصبح حالة مرضية تحتاج للعلاج النفسي، هذا الجانب أوضحته خبيرة علم النفس السريري في مركز معالجة الصدمات والاضطرابات المتعلقة بالقلق في لندن، الدكتورة كلوي فوستر، في حديث لبي بي سي، حيث قالت: «إن الخجل في حد ذاته أمر شائع وعادي ولا يسبب مشكلات، إلا إذا تطور إلى أمر ذي صلة بما يُعرف بالقلق الاجتماعي». 

والمشكلة في هذا السياق، أننا لا نعرف متى هذا الطفل بات يعاني من حالة الخجل السلبي أو المرضي، لأن هناك إشادة واسعة للسلوكيات التي يلجأ خلالها الطفل للهدوء والركون وتجنب المواجهة والتفاعل مع محيطه، حيث تفسر بأنها أدب وتربية، والحقيقة أنها مؤشرات لحالة نفسية قد يعانيها الطفل وتجعله في المستقبل في حالة من الخجل التام لدرجة تجنب التفاعل حتى مع الجوانب الإيجابية والتي تثري وتفيد. 

أكثر من يعاني من حالات التشجيع على الخجل ويتم منحهم الثناء هم الأطفال، وهنا مكمن الخطورة، لأننا نغرس في عقل وذهن وفهم هذا الطفل، أن هذا السلوك صحيح بشكل تام وشامل، في اللحظة نفسها يلاحظ الطفل أن في سكونه وهدوئه وتجنبه للتفاعل، فوائد منها عدم وقوعه في الأخطاء التي يمكن أن يتعلم منها، وهذا التجنب يحرم الطفل من قيمة معرفية كبيرة،فضلاً عن هذا يجعل خبراته الحياتية متواضعة، وتنمو معه هذه الحالة حتى تصبح حالة مرضية يعبر عنها الناس بأنها تحتاج للعلاج، ولعل هؤلاء الناس هم أنفسهم من حكموا عليه وهو طفل بأن يكون بهذه الوضعية. 

أدرك أن البعض قد يفهم أنني أقول الخجل سلوك سلبي، والحقيقة أن السلبية التي أشير لها تتعلق بالتمادي في غرسه بشكل خاطئ في عقل الطفل.

Email