إما التسامح وإما الهدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

قيمنا الحياتية ثمينة جداً، وعلى درجة عالية من الحيوية والفائدة، التي لا تقدر بثمن، ومع هذا فإن البعض يمر بها وكأنها لا تعنيه لا من قريب أو بعيد، بينما نتائجها الجميلة وخصالها السعيدة تجعل منها مكسباً، وكأنها كنز يفيد في مختلف تفاصيل حياتنا.

على سبيل المثال قيمة مثل التسامح، والتي تحولت لبرنامج حكومي وجزء من المنظومة الاجتماعية، بفضل السياسة الواعية والبعيدة النظر لقيادتنا، هذه القيمة العظيمة تحدث الكثير من العلماء والمختصين عن فوائدها الجمة، والتي تنعكس إيجاباً على الفرد والمجتمع، ومن بين هؤلاء الدكتور فريد لوسكين، الذي أمضى عقوداً في دراسة فوائد التسامح، وتبعاً لذلك قام بتأسيس مشروعات، وطرح مبادرات عن التسامح في جامعة ستانفورد الأمريكية، ونشر كتاب حمل عنوان «العفو خيراً لكم»، تحدث من خلاله عن جزئية مهمة جداً، تتعلق بالغضب كيف يكون بناء عندما نتخلص منه، وكيف يكون مدمراً عندما نتمسك به، حيث قال: إن الغضب البناء يحل المشكلة في الوقت الحالي، وذلك عن طريق تحفيزك بشكل مناسب للتهديد، أما الغضب الهادم هو الغضب الذي نتمسك به لفترة طويلة، وليس له أي نتيجة إيجابية>

ويتضح أنه مدمر لرفاهيتنا الجسدية، لا فائدة منه، إنه إساءة استخدام لإحدى آليات التكيف البيولوجية الخاصة بنا، وكما هو واضح من خلال هذه الكلمات فإن هناك خيارين: إما أن تحول مشاعرك الغاضبة من الطرف الآخر لفعل بناء وإيجابي، فتتخلص من تلك المشاعر السلبية الغاضبة ولا تحتفظ بها، وإما أن تحول غضبك تجاه الطرف الآخر لفعل هدام ومؤذٍ، لأنك تتمسك بهذا الغضب وتجعله ماثلاً أمامك، ومع مثل هذه الحالة تبقى حالات من القلق والتوتر والتعب النفسي والذهني ماثلة ومستمرة معك، ما قد تسبب أذى جسدي لا يخفى عليكم.

 ليكن التسامح قيمة نتمسك بها في مختلف تفاصيل حياتنا.

Email