امدح وانتبه من الغرور

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يقوم الطفل، بعمل إيجابي متواضع وعفوي، ويلقى إشادة واحتفاء من أبيه وأمه، يزداد حماسه واندفاعه، وهذه مهمة سهلة ويمكن القيام بها بكل عفوية دون أي مقدمات ولا ترتيبات، لكن أثرها كبير، لأن هذه الإشادة والتشجيع وإظهار السعادة لتميز طفلهم وذكائه، لا تشجع الطفل على المبادرة وحسب، بل توقد في روحه الصغيرة الثقة بالنفس، وكأن كلاً من الأب والأم يقومان بزرع هذه الثقة في عقله وقلبه منذ نعومة أظفاره، الطفل الواثق من نفسه وإن أخطأ، وإن كان مندفعاً، ومتحمساً، فإنه في نهاية المطاف تعود على التفكير والإنتاجية، وباتت جزءاً من تفكيره، وهذه الحالة سيستفيد منها في مراحل عمره المختلفة.

امدح طفلك ولا تتوقف عن الإشادة، لكن عندما يخطئ، امدح جهده وتعبه وإصراره، لكن لا تمتدح نتائج عمله، لأنها خاطئة، وهذا يعني عدم المبالغة في المديح، لأن هذه المبالغة تجعل من كلماتك التشجيعية بلا قيمة وكأنها تحصيل حاصل، المديح المبالغ فيه قد يوجه رسالة سلبية لعقل الطفل، بأنه يستطيع فعل كل شيء، وقد تصيبه حالة من الغرور والنرجسية، لذا اغرس مفهوم: لا يوجد من هو مثالي بشكل مطلق.

ولكن مع الممارسة والجهود المستمرة يمكن للمرء أن يحقق أي شيء في الحياة. الدور الكبير والمهمة الرئيسية تقع على كاهل الأب والأم، هما قدوة لأطفالهما؛ الطفل ينظر إليهما في كل موقف ويقلدهما. يقول الكاتب والروائي الأمريكي جيمس آرثر بالدوين: لم يكن الأطفال أبداً جيدين في الاستماع إلى كبارهم، لكنهم لم يفشلوا أبداً في تقليدهم؛ لذا من الواجب الحتمي على كل من الأب والأم الظهور أمام أطفالهم بشكل مثالي. وعلى الأب والأم، تطوير مهارتهم ومعارفهم والتدرب على كثير من المهارات في التربية ورعاية الطفولة.

Email