وجهة نظر

الثقافة الإسلامية العظيمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإسلام هو دين كل العصور، دين متجدد، ويحمل في طياته النور والهداية لكل البشرية، ومع تعاقب الأيام والسنين، ظل الإسلام هو الثابت الذي لا يتغير، بدليل تزايد المعتنقين لهذا الدين السمح، الذي يكفل الخير والمساواة للجميع.

للأسف الشديد، هذا الدين العظيم، تعرض للكثير من الانتقادات والتشويه، وذلك بسبب بعض الممارسات الخاطئة التي أضرت كثيراً بصورة الإسلام، خصوصاً في العالم الغربي، حيث إن هناك الكثير من الناس لم يعرفوا عن الإسلام إلا ما يتم ترويجه عبر الإعلام الموجه. ولهذا، فإنه من المهم جداً بالنسبة لنا كمسلمين، أن نعيد تقديم هويتنا الإسلامية بالصورة الصحيحة. وذلك من خلال نشر ثقافة الإسلام الواضحة النقية من دنس الاختلاقات والافتراءات والنصوص المبتورة من معناها الحقيقي.

ولغوياً، مصطلح الثقافة، يعني أنها جملة من العلوم والمعارف، والفنون الممزوجة مع بعضها في نسيج واحد ومميز.

والثقافة الإسلامية لا تخرج عن هذا الإطار، رغم اختلاف المفسرين والعلماء في وضع تعريفٍ واضحٍ لها، والسبب في ذلك، هو اختلاف تصوُّرات العلماء المعاصرين للثقافة. ولكن إجمالاً، يمكننا تعريف الثقافة الإسلامية بأنّها العصارة الفكرية من كافة العلوم والآداب، والمعارف، والسلوكيات، والفنون، والدين، والتاريخ، والحضارة، والقيم، والأهداف التي انبثقت منذ ظهور الدين الإسلامي الحنيف، وترسخت مع مرور الأيام في صلب الأمة الإسلامية، وتناقلتها الأجيال بعد ذلك. وهي الثقافة التي عبّرت عن أصالة المسلم، كفرد وكمجتمع، وعملت على تمييز المسلم ودينه ومعتقداته عن باقي الأمم، وباقي الأديان، وباقي الثقافات، انطلاقاً من القاعدة الراسخة والثابتة لدين الإسلام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

مكارم الأخلاق التي قدمها للعالم سيد الخالق أجمعين، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، هي الوصفة الناجعة التي قدمها الإسلام لهذا العالم. فالبشرية كلها في الإسلام، أفرادها متساوون في الحقوق والواجبات، وليس هناك تمييز بين جنس ولون. كما أن الإسلام من خلال هذه الثقافة النابعة من صميم الجوارح الإنسانية، تعمل على تقديم التصور الصحيح للعلاقة الدائمة بين الخالق وبين الإنسان. وبين الناس بعضهم ببعض، وحتى أبعد من ذلك، يقدم الإسلام تصوراً واضحاً لعلاقة الإنسان مع المخلوقات الأخرى، من حيوان وشجر وثمر وطبيعة محيطة.

الإسلام دين شامل وكامل، والثقافة التي يجب أن تحيط بهذا الدين، لا بد أن تكون أيضاً شاملة وكاملة، فالغلاف الذي يجب أن يحيط بديننا العظيم، يجب أن يكون متماسكاً ومتصلاً وقوياً، ومن واجبنا أن نعمم ثقافة الإسلام الأصلية للعالم أجمع.

وجهود الدولة الرامية لتعزيز وترسيخ ثقافة الإسلام العظيمة، واضحة وجلية، وهناك، وبحمد الله تعالى، الكثير من الجهود المثمرة، والتي عملت على تصفية هذا الدين العظيم من الشوائب، ونحن نشهد بشكل يومي، دخول العديد من غير المسلمين في ديننا الحنيف، وذلك بعد أن شهدوا بأم أعينهم، مدى سماحة وعظمة ووسطية هذا الدين.

Email