هجمات مفيدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك الكثير ممن نلتقيهم في حياتنا ونتعامل معهم ونمضي أوقاتاً برفقتهم، وبطبيعة الحال كل واحد منهم قد يكون لديه آراء خاصة به أو وجهات نظر مختلفة، وهذا يعني توقع الاختلاف والتباين في عدة مواضيع وقضايا، ومع مثل هذا الاختلاف قد نتلقى سيل من الكلمات النقدية، وهذا النقد قد يأتي من أقرب الناس أو أبعدهم، الجميع سيكون لديه ما يقوله، وما يعبر به عن نفسه وعن آرائه التي قد تكون بعيدة تماماً عما تريده وما تراه. الكثير يعتبرون الكلمات النقدية مساساً بالشخصية وتعمداً لاستهداف ما نتمتع به من إمكانيات أو تقليل من قدراتنا ومواهبنا وأيضاً من علمنا ومعرفتنا، لا أحد يوجه الانتقاد ويقول بأنه نقد هدام، الجميع يقولون بأن نقدهم للفائدة وللمصلحة. وبما أن الحال على هذه الوضعية، فيجب علينا فهم هذا البعد وإدراك المدى الذي نسمح به للتأثير علينا وعلى نفسياتنا. لنأخذ من الكلمات النقدية ما نراها فعلاً مفيدة ولنهمل ما قد يدمر ويؤذي، ننفتح على النقد، وفي نفس اللحظة نكون على وعي ما الذي نسلّم به، وما الذي نرفضه جملةً وتفصيلاً. الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية وحيوية، يقع عبئه على من يوجه النقد، من الأهمية أن يكسي كلماته بالرقة والنعومة، حتى تصل رسالته بإيجابية ومحبة والابتعاد عن الكلمات القاسية مثل: الفشل والإخفاق، يمكننا أن نجعل من كلماتنا النقدية كلمات تحفيزية. يقول الفنان الأمريكي فرانك كلارك: النقد مثل المطر، ينبغي أن يكون يسيراً بما يكفي ليغذي نمو الإنسان دون أن يدمر جذوره. الكلمات النقدية التي نسمعها، قد نعتبرها هجمات غير مبررة، لكن لنعتبرها هجمات مفيدة تقوينا وتدفع بنا إلى الأمام.

Email