التوازن والاستمرارية

ت + ت - الحجم الطبيعي

من طبيعة الحياة أنها تحتاج للفعالية، للإنتاجية، للعمل، ولتحقيق الأفضل ونتائج عالية ومميزة، يجب أن تكون ملماً بعدة مهارات منها: التعليم والاستعداد والوعي والنشاط، فضلاً عن المعرفة بطبيعة المهمة المنوطة بك، وأن تكون على إلمام بمختلف جوانبها، أيضاً من المهم أن تكون ملماً بأهمية التوازن والاستمرارية في المهام أو تلك الأعمال الموكلة لنا أو الواجبات المنوطة بنا.

على سبيل المثال داخل الأسرة، وعند تعاملنا مع أطفالنا، نحتاج لتوازن في التربية، بمعنى لا تترك لهم العنان، وأيضاً لا تشد الحبل وتحكم القيد، اترك للطفل التعبير بعفوية وامنحه المساحة الكافية للعب والركض، وفي اللحظة نفسها وجهه إلى أهمية الدراسة والتعلم، غذّ عقله وقلبه بالقيم والمبادئ الحياتية.

وتذكر أن هذا التوازن مهم جداً، لأنك إن تركت العنان للطفل دون تعليم القواعد والواجبات، فإنه قد ينمو مهملاً متكاسلاً غير منتج يفتقد المعرفة والإدراك، وإن أنت شددت القيد عليه، وحاصرته بالمهام الحياتية والواجبات، فإنه قد يخرج معقداً مضطرباً ومتوتراً وخائفاً ومتردداً، وهكذا يصبح التوازن مهم جداً في العملية التربوية، وكما يقال لا إفراط ولا تفريط.

في مهام العمل، عندما تكون مسؤولاً عن مجموعة من الموظفين، فإن التعامل الأمثل معهم، تشجيعهم ودفعهم للإنتاجية وللابتكار، مشاركتهم همومهم وأحزانهم وأيضاً سعادتهم وأفراحهم، ولكن في اللحظة نفسها يجب وضع القواعد وتوضيح الخطوط الحمراء، فهذه العلاقة الإنسانية الطبيعية يجب ألا تكون على حساب جودة العمل ومخرجاته التي يفترض أن تكون مميزة ومستمرة.

وهكذا نجد أن التوازن قيمة مهمة جداً في مختلف مجالات حياتنا، وتبقى النقطة الحيوية والهامة، هي تلك المتعلقة بالاستمرارية، فلا يمكن تحقيق التوازن الناجح دون الاستمرارية والديمومة في هذا النهج، تذكر أن التوازن والاستمرارية كجناحي الطير، لن يتحقق الطيران إلا بتناغمهما وتجانسهما مع بعضهما البعض.

Email