صندوق الطوارئ ملاذ.. ولكن

ت + ت - الحجم الطبيعي

توجد حالة من الإفراط في الشراء والتسوق، يصفها البعض بالهوس، وهي عامة وليست محددة بسن معين. عادة الشراء الغير متحكم به تصبح ممارسة اعتيادية ومستمرة لدى الفرد، حيث يصبح الشراء والتسوق وسيلة أساسية لتغيير المزاج والتحسن والشعور بالإيجابية.

الحياة عبارة عن تحديات وضغوطات يومية، يجد البعض أن خير علاج لتخفيف هذه الضغوطات الاتجاه إلى التسوق، لذا قد تتفاقم مع الوقت حالة الهوس لتكون سبباً في الوصول إلى العجز المادي.

بطبيعة الحال هذه واحدة من أسباب التعثر في إدارة المال بشكل خاطئ، ويبقى على عاتق كل واحد منا التنبه لهذه المعضلة، وأن يعمل على معالجة أي قصور أو تعثر في هذا الجانب الحياتي المهم وهو إدارة المال، علينا تجنب التسوق المرضي، لأن له تأثير مباشر على حياتنا التي تعتمد على المال.

فمثل هذا التسوق يجعل دخلنا الشهري في تذبذب، صعوداً وهبوطاً، وفي لحظة نجد أنفسنا لا نملك المال؛ هذه الحالة تشبه لحد ما حال من يعمل في التجارة والأعمال الحرة، حيث يعاني من مشكلة تتعلق بتفاوت الدخل الشهري، ففي البعض من الأشهر يكون مرتفعاً وفي آخر ينخفض وفي أحيان تكون الانخفاضات حادة، ومهما كنا نعتقد أن الدراسات المسبقة ومعرفة السوق والخبرة في هذا المجال تحمينا إلا أن هناك جزءاً من المفاجأة ماثل ويحدث باستمرار، من خلال تراكم الخبرات بات لدى معظم التجار آلية لمعالجة هذا التذبذب، حيث يضعون البعض من المال كطوارئ يستخدم لمعالجة مثل هذه التقلبات الغير محسوبة أو التي تأتي مفاجئة، ومبلغ الطوارئ يختلف عن مبلغ الربح أو الأموال المخصصة للاستهلاك وتصريف شؤون الحياة، يجب علينا التعلم من هذا النموذج بأن نقوم بوضع مبلغ للأزمات الطارئة التي تنتج عن التسوق المفاجئ وهنا يكون صندوق الطوارئ ملاذاً، لكنه لا يغني عن معالجة المشكلة الرئيسية وهي عدم التسوق دون حاجة ووقف الاستهلاك المستمر.

 

Email