التاريخ الإنساني تاريخ أفكار

ت + ت - الحجم الطبيعي

 كثيرة هي الآراء العلمية والمعرفية والعامة التي تطرح بين وقت وآخر عن التاريخ وآلياته، وكيف يدوّن، ولماذا ؟

بل إن موضوع التاريخ نفسه وقع تحت الكثير من وجهات النظر من علماء في مختلف المجالات، وقد يستغرب البعض عندما يعرف أن هناك من يتمسك برفض التاريخ كعلم، ويعتبره جزءاً من منظومة طبيعية للمجتمعات أو أنه عبارة عن قصص وحكايات تنتج بشكل تلقائي، أدرك أن مثل هذه الآراء إن صحت التسمية بأنها آراء، تعتبر عبثية ولا قيمة لها.

لكن عند دراسة التاريخ البشري تجد كمّاً هائلاً من الكلمات والمقولات لعلماء تدور عنه، وكأنه تحت المحاكمة أو التشكيك، وهناك أيضاً من ينظر للتاريخ نظرة أكثر عمقاً، مثل ما قاله عالم الاجتماع المؤرخ الإنجليزي هربرت جورج ويلز، عندما قال: «ما التاريخ الإنساني في حقيقته إلا تاريخ أفكار». وكما نعلم أن الأفكار مراحل ودرجات، توجد أفكار لا تقدر بثمن وهناك أفكار متواضعة وهامشية.

ومن المؤكد أن الأفكار الملهمة والجادة والمفيدة، هي تلك التي نجدها مدونة في كتب التاريخ. مع أن مثل هذه الكلمة لهذا العالم الاجتماعي قد يتفق معها البعض، إلا أنها تفقد جوهرها إن حاولت أن تحصر هذا العلم في زاوية محددة، لأنني أعتقد أن الأفكار وتناقلها هي واحدة من وظائف التاريخ الذي لديه مخزون معلوماتي بشري، تكون من الأحداث والقصص والوقائع والمواقف، وهي معلومات في غاية الأهمية والحيوية.

أعتقد أننا في هذا العصر الحديث، الذي نشهد فيه ثورة الاتصالات، نحتاج لتطوير آليات العمل التاريخي، فضلاً عن طرق تدوينه واسترجاعه، نحتاج أن يكون التاريخ مرافقاً لتطورنا والتقدم الذي نعيشه، وأن نشجع البحث والدراسة التي تستهدفه وتدور في فلكه؛ لأن التاريخ جزء من الحياة البشرية، وهو علم مستمر تماماً كاستمرار الإنسان.

 
Email