ميزان موزون

ت + ت - الحجم الطبيعي

مقام الفرد يبدأ من حيث يصنع موضعه لنفسه، لا من حيث يضعه الناس، فمهما بلغ اتزان ميزان البشر لا يعدل، ولا يكتمل، ونتاج وجهد أعوام وسنين ليس مقبولاً أن يهدمه رأي متسرع، ولا نقد لاذع من دون مسوغ مقنع يحبط الهمم، ويغير خطط الحاضر والمستقبل، و«الصح» معروف وطريقه بين للسائلين، ولكن من المهم أن يكون المسار واضحاً، ولا يتأثر بأقوال ومواقف عابرة تأتي من هنا وهناك بقصد أم من دون قصد.

دائرة النقد والتقييم الاجتماعي لا تنتهي، ولا تنتهي فصولها الأربعة، «ومحد» سالم اليوم من شرها لا الصالح ولا الطالح، والمواقف خير شاهد، يوماً تجد نفسك أقرب الناس وأعزهم، ويوماً أبعدهم من دون سبب وداعٍ، مقاييس سريعة التحول، غريبة الطابع، تحكمها الأهواء، وتحركها عوامل التواصل الحديث، التي تضع الشخص ضمن قالب أحكامها ورضاها وحدها، في عرفها المرغوب البارحة ليس كالمرغوب غداً، ويبقى الخُلق والتعامل هو الجوهرة النادرة، وبوابة العبور للقلوب جميعها، والناس على اختلافها تظهر معادنها في حزة الصعاب.

حقيقة وأدركها، قبل من قبل، وكره من كره، حلوك ومرك تجربة تخصك وحدك، تمر بها اليوم لتصنع مجدك وتاريخك المقبل، فلا تترك حياتك رهناً لآراء غير موزونة حيثما دار «الهوى» دارت، وافطن بأنك لو قضيت عمرك كاملاً تطلب رضى الناس ما نلت بضعه، مع كم الأضداد المنهمر، والاختلاف والتعدد في الآراء والتناقضات المحيطة، التي تجعل الفرد في حيرة من قناعاته ومواقفه، وتظل الثوابت راسخة ولا تتبدل، والحق حق.

 

Email