تهل علينا هذه الأيام أجواء«الامتحانات» التي قد تحمل معها التوتر والاضطراب والأزمات الأسرية، هذا كله وهم في خيالنا أو شبح لا وجود له يرعب قلوبنا ويلخبط أحوالنا ويشتت أفكارنا، فكيف نجتاز هذه الأيام بهدوء وصفاء وأمان؟
للأسرة دور مهم وفعال في زرع الطمأنينة وتفوق الأبناء وحصولهم على نتيجة مرضية، فبالحب والاحتواء وتنظيم الوقت الكافي للمذاكرة، ومنح الأبناء الثقة الكافية في أنفسهم وتوجيههم، وتجنب الشحن النفسي والعناية بالغذاء وطرد القلق والنوم الكافي وغرس فقه الأخذ بالأسباب والمسؤولية في الأبناء تتخطى فترة الاختبارات بنجاح.
الامتحانات ليست شبحاً كما يتصور البعض نواجهه بالمعارك، وإنما لا بد من الاستيعاب القائم على الفهم وحفظ ما يمكن حفظه من قوانين وقواعد وأسس، ولو أننا كآباء وأبناء تعرفنا على البصائر الـ 3 لأرحنا واسترحنا «اعرف نفسك واعرف شخصيتك واعرف هدفك في الحياة».
للأسرة دور في التوازن والتشجيع على المذاكرة، والاستعداد للامتحانات، وفي نفس الوقت ممارسة الحياة الطبيعية الحياتية، في النوم والطعام والحديث والترفيه والراحة دون طوارئ، ودورها في جعل الأبناء يعتمدون على أنفسهم عن طريق اتباع نظام منذ بداية العام الدراسي، والإحساس بالمسؤولية وعدم الاتكالية من الحضانة، ولا نقول ما زالوا صغاراً ولا نقوم بالعمل عنهم «من ترتيب وتنظيم وطعام ولعب ولهو» ما يجعلهم يكتسبون قيمة الإسراع في العمل والاعتماد على أنفسهم، وبالتالي ينعكس على أدائهم للواجبات أو مراجعتهم المواد.
أخيراً لا بد أن تحرص الأسرة وتوفر للأبناء المكان المناسب للدراسة، مع إبعادهم عن جميع المشتتات وتوفير المكان الهادئ حتى يستطيع الأبناء أن يدرسوا «عن بعد» بشكل ناجح خاصة في أوقات الامتحانات، وفي أوقات إنجاز المهام التعليمية المختلفة.
أسأل الله تعالى أن تجتاز أسرنا أيام الامتحانات في أمان بالممارسة الطبيعية بعد أداء مهامها دون إجبار أو لوم أو عنف أو مقارنات، مع دعواتي بالتوفيق والنجاح.