«مسارات حياتية»

مواجهة التحديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرة هي التحديات والمشكلات التي نواجهها في حياتنا العملية والعائلية، تبدو لوهلة كأنها سيل لا يتوقف، فهي من سنن الحياة، في بعض الأحيان نشعر أننا نقف عاجزين عن إيجاد الحلول لما نواجهه من تحديات، لا سيما الكبيرة منها، التي تشعرنا بأن الدنيا قد أقفلت أبوابها أمام وجوهنا، متغافلين عن قاعدة «إن لكل مشكلة، مهما عظمت، حل ما»، يفكك عقدتها، ويجعلها في إرث الماضي.

عند الوقوف أمام التحديات، تكتشف أن شخصيات الناس متلونة، وأن قدراتهم مختلفة، بعضهم يبدو صلباً قادراً على الاستفادة من تجاربه، وآخرون يبادرون إلى طرح حلول مبدئية للمشكلة، من دون التعمق في أسبابها، بينما آخرون يعمدون إلى تأجيل المواجهة إلى وقت آخر، يعتقدون أنهم سيكونون فيه أكثر استعداداً وقدرة على الحل، وهناك فئة أخرى تتعمد تجاهل وجود المشكلة، غير مبالية بأسبابها ونتائجها، ما قد يفاقمها مع مرور الوقت.
 
مواجهة التحديات وإدارتها، يعد بحد ذاته فناً، ويحتاج لامتلاك مهارات تمكننا من التعامل معها، كما تحتاج إلى الوعي والنضج الحقيقي، والصبر والقدرة على اتخاذ القرارات وغيرها. واختبار تلك المهارات يبدأ من لحظة مواجهة المشكلة نفسها، وتحديد أسبابها، فذلك يعد بمثابة أولى خطوات الحل، تليها القدرة على تحديد حجم المشكلة وآثارها، ونوعية الحلول المناسبة لها.
 
بعض المشكلات، خاصة تلك التي تقع داخل بيئة العمل، تحتاج إلى حلول إبداعية، تكون نابعة من طريقة تفكيرنا، نحتاج فيها إلى تخيل «سيناريوهات» مختلفة لها، وطبيعة ما ينتج عنها من حلول وتأثيرات، وبعضها يحتاج إلى الاستئناس بالذكاء العاطفي، الذي يمكّننا من استيعاب مشاعرنا الخاصة ومشاعر الآخرين، وإدارتها بطريقة صحيحة، وبالتالي، التمكن من إدارة البيئة التي تقع المشكلة في حدودها.
 
وهناك مشكلات تحتاج إلى إيمان بالعمل الجماعي، وفهم خاص لإدارة المخاطر، التي تقودنا إلى التفكير في النتائج السلبية المحتملة، وبناء على ذلك، يتم وضع الحلول.
 
مسار:
 
تحديد أسباب المشكلة، أولى الخطوات على طريق الحل.
 
Email