الذكاء الأخلاقي تصنعه الأسرة

ت + ت - الحجم الطبيعي
الحديث عن الذكاء يؤدي إلى الوصول إلى أنواع كثيرة من الذكاءات المختلفة، منها الذكاء الأخلاقي، الذي يعد من المفاهيم الحديثة في التراث النفسي، والمهمة في تعديل سلوك الفرد.
 
كما أنه من أهم الجوانب المهمة في الشخصية، لكونه يرتبط بقدرة الفرد على التعامل مع الآخرين بالطريقة الأخلاقية السليمة. يعد الذكاء الأخلاقي بمثابة القابلية على فهم الصواب من الخطأ، وهو يعني أن يكون لدى الفرد قناعات أخلاقية يعمل عليها، بحيث يتسنى له أن يتصرف بالطريقة الصائبة، وتضم هذه القابلية السمات الحياتية الجوهرية كالقدرة على إدراك الألم لدى الآخرين، وردع الذات عن القيام ببعض النوايا غير الطيبة، والسيطرة على الدوافع، وتأخير الإرضاء، والإنصات لجميع الأطراف قبل إصدار الحكم، وقبول الفروق وتقديرها، وتمييز الخيارات غير الأخلاقية، والوقوف ضد الظلم، ومعاملة الآخرين بالحب والاحترام.
 
ويعتبر من أبرز وأهم الموضوعات النفسية والأخلاقية، خصوصاً في عصرنا هذا، والذي يسمى بالعصر التكنولوجي، فشباب اليوم أصبحوا يعانون جملة من المشكلات الأخلاقية الناجمة عن الثورة التكنولوجية، ونمو مفهوم العولمة والضغوط والفراغ، ما جعل الشباب يقضون ساعات طويلة أمام المواقع الإلكترونية، وشبكات التواصل، وكما لهذه التكنولوجيا الحديثة من ميزات لا أحد يستطيع أن ينكر سلبياتها وتأثيرها المدمر على سلوكيات وأخلاقيات الشباب.
 
الذكاء الأخلاقي يتجلى في أروع معانيه في كون الإنسان أخلاقياً، وهذا النوع من الذكاء يتطور مع نمو الفرد، فعلى الأسرة إدراك ذلك وتنميته لدى أبنائها، فالأبناء في حاجة ملحة لامتلاك القدر الأكبر من الذكاء الأخلاقي، فهو يساعدهم على تحويل انفعالاتهم وتصرفاتهم السلبية إلى انفعالات إيجابية، تعمل على تقدمنا أخلاقياً، وازدهار مجتمعنا وتقدمه.
 
Email