مسارات حياتية

إدارة الأزمات

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أوقات الأزمات، تظهر قدرات الدول وإمكاناتها، واستراتيجياتها، عبرها تكتشف إن كانت تمتلك رؤى واضحة قادرة على التعامل مع تحديات الواقع والمستقبل، أم أنها لا تزال تعيش أسيرة المصادفات والمفاجآت. وبلا شك أن أزمة «كوفيد 19» كشفت عن معادن الدول، وقدراتها في التعامل مع الأزمات وتأثيراتها.

فمنذ عام ونيف والعالم يعيش في نفق هذه الأزمة، حيث تتأرجح معظم دوله بين سيناريوهات مختلفة. بعضها أدركت مبكراً جوهر الأزمة، وإدارتها على «الأصول» والخروج منها بأقل الخسائر، فكانت الأسرع في التعافي، فيما بعضها الآخر لا يزال يعيش «مغامرة» إدارية، ما حول مكاسبها إلى أزمات جديدة، لتبدو أنها غير مدركة لطبيعة وأهمية «إدارة الأزمات» التي تشكل جوهر الحل للأزمات على اختلافها.

إدارة الأزمات في الواقع هي عمليات إدارية، تعمل على توليد ردة فعل استراتيجية للأزمة نفسها، خلالها تظهر مهارات الإداريين وأصحاب الخبرة، وقدرتهم على الحد من الخسائر الناجمة عن الأزمة، عبر رفع مستوى كفاءة النظام العام، وتجاوز آليات البيروقراطية الثقيلة التي تشكل في مجملها «مطبات» تعيق مواجهة الأزمة.

وهنا تبرز أهمية القاعدة الذهبية «إدارة الأزمات تخلق عائداً.. وأزمات الإدارة تدمر مكاسب»، التي قدمها لنا، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث تبين أهمية التخطيط المسبق والمتابعة، والحاجة إلى تأمين الخبرات والتطوير والتدريب الدائم.

«كوفيد 19» أزمة حديثة لم يمض عليها الكثير من الزمن، ولكنها كانت كفيلة بأن تكشف حرفية بعض الدول وعلى رأسها الإمارات في «إدارة الأزمات»، وذلك مرده اتباعها لمجموعة طرق تتوافق مع روح العصر ومتغيراته، واعتمادها رؤية واضحة للمستقبل، وخططاً استراتيجية، تمكنها من تجاوز التحديات. لقد أثبتت أزمة «كوفيد 19» أهمية التخطيط لإدارة الأزمات، فلا يمكن لأي «إدارة أن تختبر جيداً إلا في مواقف الأزمات» كما قال يوماً جيري سيكيش في كتابه «كافة المخاطر».

مسار:

وضع الاستراتيجيات والخطط الصحيحة أولى خطوات إدارة الأزمات

Email