مسارات حياتية

بين وداع واستقبال

ت + ت - الحجم الطبيعي

 نقف اليوم على أعتاب نهاية شهر رمضان، نودع أيامه ولياليه الكريمة، ونحتسب الأجر عند رب كريم، وندعوه بقلوب مخلصة بأن يتقبل منا رمضان وصيامه وقيامه.

نقف الآن على بعد ساعات قليلة، سيتحول شهر الصيام من بعدها إلى ذكرى، نحن إليها، وإلى كل لحظاتها الروحانية الجميلة والشفافة، وإلى تلك اللحظات التي قضيناها في دفء التواصل الأسري.

حيث تلتقي العائلة كلها على طاولة واحدة وتأكل من طبق واحد، فتشعر بالبركة وقد حلت على المكان. في نهاية الشهر الكريم، نرفع أيدينا إلى السماء وألسنتنا تلهج بالدعاء «اللهم سلم رمضان لنا وتسلمه منا وسلمنا فيه، وقد عفوت عنا وغفرت لنا ورحمتنا»، فأيامه كانت رحمة ومغفرة وعتقاً من النيران.

على بعد ساعات قليلة، نقف لنتذكر جملة المبادرات الخيرية التي أهلت خلال أيام شهر المغفرة والمحبة، ونقيس نجاحاتها بقدر ما جادت به الأيادي البيضاء في الإمارات، نتذكر أن حملة «100 مليون وجبة» تجاوزت أهدافها، ووفرت أكثر من 200 مليون وجبة، ليشكل ذلك دليلاً على عمق ما غرسته الإمارات من قيم الخير والعطاء فينا، حيث تسابق الجميع للتبرع من أجل تحقيق هدف نبيل، يتمثل في إنقاذ ملايين الناس حول العالم من براثن الجوع، ومحاولة إيقاف شبح الموت الذي يطاردهم على مدار الساعة.

مع آخر أيام شهر الصيام، ونحن نخرج «زكاة الفطر»، نبدأ الاستعداد لاستقبال عيد الفطر، حيث تعمر بيوت الله وتعلو التكبيرات، وتتصافح القلوب، وترتسم الفرحة على الوجوه، فالعيد موسم فضل ورحمة.

وفرصة عظيمة لصفاء النفوس، وإدخال السرور على الأهل والأولاد والأصحاب، وإذا كان العيد مناسبة لإظهار الفرح والسرور، فهو يشكل فرصة للتدريب على سلوكيات السعادة التي لا ترتبط بأيام محددة، وذلك بلا شك لا يتحقق إلا بنشر ثقافة الإيجابية والتفاؤل والإيثار وحب الغير.

مسار:

العيد موسم فضل ورحمة وفرصة لإظهار الفرح

 
Email