رمضان في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يهلّ علينا شهر الخير والبركة شهر رمضان الكريم، ويحمل معه كل بشائر الفرح والسرور لما له من خصوصيات وسمات روحانية تعانق الوجدان.

شهر رمضان من أهم المحطات التي يمر عليها الإنسان فيتفكر ويتدبر ويعيد تهيئة نفسه وبيئته، بحيث يصبح تفكيره صافياً وأعماله متسقة مع نواياه الصالحة التي يعيد غرسها في شهر رمضان كل عام من ناحية المشاركة الروحانية مع الآخرين، والتعبد والتقرب للخالق عز وجل، وأيضاً للتلاحم الاجتماعي والمجتمعي وتعزيز الروابط الأسرية وتجديد روابط الصداقة والمعرفة بمن هم خارج إطار الأسرة.

ولرمضان في دولة الإمارات أجواء ساحرة وعجيبة، وله خصوصية لا توصف، ونشعر بأن هذا الشهر هو شهر جميع الناس وليس فقط المسلمين، فكل المقيمين داخل الدولة ينتظرون هذا الشهر بفارغ الصبر، وقد عايشنا عوائل ومقيمين من غير المسلمين يصومون معنا ويغيرون من طريقة معيشتهم.

ومازلت أتذكر تلك الأمسيات الرمضانية الجميلة التي تعودنا عليها منذ الصغر مع كبار السن من آبائنا وأجدادنا الذين كانوا يعقدون جلسات السمر للاستماع لتجارب وحكم تفيدنا في حياتنا.

بل وأكثر من ذلك، هناك الكثير من الزوار للدولة يختارون شهر رمضان لقضاء الشهر في ربوع الإمارات، وذلك لوفرة العروض الرمضانية الخاصة التي توفرها الفنادق ووكالات السياحة والسفر، كما نجد التركيز على قيم الاحتشام والسلوكيات العامة داخل الدولة والتي توفر بيئة مريحة للأسر.

الإمارات بلد الخير، وعلى مدار العام هناك جهد وافر للعناية بالمحتاجين ومساعدة وإغاثة الملهوف في مختلف دول العالم، ولكن في شهر رمضان تزداد تلك الفعاليات التي تهتم وتعنى بالإنسان.

رمضان في الإمارات يختلف عن باقي الشهور، فمستوى العمل والأداء في رمضان يزداد وترتفع وتيرته على عكس ما يعتقد البعض من أنه شهر الخمول والكسل.

اللهم بلغنا شهر رمضان ونحن في أتم الخير والسعادة ونبتهل أن يمنّ الله على شيوخنا وآبائنا وأمهاتنا بموفور الصحة والعافية وكل عام والإمارات ومن في الإمارات بخير وعافية.

Email