التفكير الإيجابي والتفاؤل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد جعل اللهُ التفاؤل فطرةً في الإنسان؛ فالأطفال يولدون مفعمين بالتفاؤل والطاقة الإيجابية، إلّا أنّ تلك الطاقة تنطفئُ مع الوقت بسبب التأثيرات السلبيّة المتشائمة التي يتلقاها الطفل من محيطه القريب في سنواته الأولى، ويؤكد عالم النفس «نورمان دودج» أنّ لدَى الدماغ قدرة على إعادة بناءِ نفسه، وتصحيح العادات والأفكار التي تعوّد عليـها، كما أنّ التفكير الإيجابي والتفاؤل يغيّران الدماغ بطريقة فعلية، ويسمّى هذا بِلُيونَةِ الدماغ، ويؤكد علماء النفس أنّ التفاؤل شيء يمكن أنْ نتثقَّف به من خلال التدريب المتواصل على تغذية عقولنا بالأفكار الإيجابية، وإذا أردنا أنْ نضربَ مثالاً على هذا لن نجدَ أفضلَ من نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - فقد كان في أحلك الظروف وأصعبـها يفتح لأصحابه نافذةَ الأمل في سواد المحنة.

لاحظت في الآونة الأخيرة كثيراً ممن حولنا في المجتمع بين مُحبطٍ وغير متفائلٍ بسبب جائحة كورونا، وما خلّفته من توتُّر وضغطٍ نفسيٍّ على الأفراد، ولهذا أدعو إلى التفاؤل والتفكير بنظرة مليئة بالإيجابية، فما أشبه اليوم بالأمس، وبالرجوع للتاريخ وبالتحديد لعام 1919م خلال جائحة الإنفلونزا الإسبانية التي بسببـها اضطرّ الأطفال لارتداء الكِمامات، وفي عام 1932م انتشرَ وباءُ شلل الأطفال وبسبب ذلك توقفت المدارس عن استقبال الطلبة، ولجأ المعنيون إلى بثّ الدروس للتلاميذ من خلال المذياع وكانت تلك صورة أولى للتعليم عن بُعد.

ليس صحيحاً أنّ ما نشعر به اليوم من آثار أليمة لجائحة كورونا لم تشعر الشعوب التي مضت بمثله، فلقد عاشت البشرية في الماضي كثيراً من المحن والأوبئة، بل ربما كنا اليوم أفضل حالاً ممن سبقونا بسبب التقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي، ولذا أدعو إلى التفاؤل، ولا بدّ من عودة الحياة إلى وجهها المشرق وبكل تفاصيلها الرائعة، سنجتمع إذنْ وسنصلي معاً وندعو ونعمل وندرس وننجز ما لدينا من مهام، وستنتصر الرغبة في الحياة على كل شعورٍ أليم ومؤقت نعيشه اليوم بإذن الله.

Email