الشيخ حمدان بن راشد صاحب القلب النقي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نعى آل مكتوم الكرام وشعب الإمارات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، فقيد الوطن ودبي وفخر الإمارات ورجل دولة من مؤسسيها، حمل على عاتقه مسؤولية وزارة المالية في حكومة دولة الإمارات على مدى 50 عاماً، كما حمل مسؤولية العمل في حكومة دبي كنائب لحاكم دبي، هذا فضلاً عن الأعمال التي تولى مسؤوليتها وأدّاها على أكمل وجه، وفوق ذلك، أياديه البيضاء التي امتدت إلى العالم أجمع.

كانت لدى الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، العزيمة والإرادة والقدرة على وضع التصورات الناجحة للعمل، سواء إبّان عمله مع والده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، أو عند بدء العمل في خدمة الاتحاد ليصبح نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للمالية والصناعة في 9 ديسمبر 1971 إلى جانب جهوده في بلدية دبي وصحة دبي وهيئة كهرباء ومياه دبي وغيرها من المشاريع الحكومية التي كانت تأخذ جلّ وقته وتفكيره، واضعاً استراتيجية خاصة للمستقبل يعاونه الكثير ممن أشرف عليهم وأعطاهم من أفكاره لكي يتم تنفيذ هذه الخطط.

أعرف عنه، رحمه الله، إنسانيته وتمتعه بقلب كبير يمتلئ خيراً للبشرية جمعاء، وظهرت أياديه البيضاء في إنشاء جمعية آل مكتوم الخيرية التي امتد خيرها إلى آلاف الأيتام وبناء مدارس لهم وإنشاء مجمعات سكنية لهم ولأسرهم، مسارعاً، رحمه الله، إلى تلبية متطلبات المحتاجين دون تميز بين عرق أو جنس أو لون أو دين.

وفي الوقت نفسه، لم تغب هواياته عن باله فكان رياضياً من الدرجة الأولى، فترأس إدارة نادي النصر وكان لديه حب كبير للخيل مثله مثل آل مكتوم الكرام، فعرف عنه أنه يملك إسطبلات للخيول في العديد من دول العالم، واهتم بتأسيس الجوائز العلمية والطبية والتعليمية كجائزة حمدان للأداء التعليمي المتميز التي شارك فيها آلاف من الطلاب والطالبات والمعلمات والمعلمين المتميزين والأسر الإماراتية المتميزة، والأطفال المتميزين أصحاب المواهب.

وعندما علم بأن مقر اليونسكو في باريس يحتاج إلى تجديد لم يتوانَ فكان من أوائل المساهمين في ترميمها وتجديدها وقال، رحمه الله، سيبقى هذا المقر إلى سنوات عديدة ويتردد عليه الآلاف ونحن سعيدون بهذا التجديد.

واهتم بالمرأة فسعى إلى تعليمها في معهد آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية في دندي في اسكتلندا الذي تم إنشاؤه في مايو 2002م فكانت الطالبات يتلقين التعليم في المعارف العربية والإسلامية ويشرف بنفسه على حفل تخريجهن، حيث تم تخريج ما يقارب 1000 طالبة حتى الآن.

تشرفنا بلقائه، رحمه الله، عندما طلبنا منه المشاركة في التوقيع على وثيقة (عهد ووعد)، حيث لبى، رحمه الله، الطلب بسرعة، وحضرنا إلى ديوان حاكم دبي في 16 يناير 2003، مع وفد من جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد لإبداعات الطفولة وتم التوقيع على الوثيقة.

كان صاحب قلب كبير ونقي وشمل الناس بعطفه.. سنفقدك يا بو راشد ولكن عزاءنا في أن ذكراك الطيبة ستبقى خالدة وأبناءك الكرام سيحفظون هذا الود.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Email