الشيخ حمدان مدرسة في الإدارة والفعالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مناسبة حزينة، مثل هذه المناسبة، التي نرثي فيها رمزاً من رموز الوطن، تبقى الكلمات مالحة، وتبقى الجمل عاجزة عن الوصف والشرح، خصوصاً عندما تريد الحديث عن شخصية في مقام المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، ذلك أنك أمام مسيرة إنسان نذر نفسه، طوال الخمسين عاماً الماضية لخدمة بلاده وإنسان هذه البلاد، حيث تقلد منصب وزير المالية، منذ تشكيل أول حكومة بعد إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات في عام 1971م، بالإضافة لهذا ترأس سموه عشرات الهيئات والمؤسسات الحكومية، والتي كان له اليد الكبرى في نموها وتطورها وفعاليتها، لكن أعظم ما يقال عن الراحل ما عرف عنه من الطيبة، والتواضع وحبه للناس، ومسارعته لتقديم العون والمساعدة لكل من يحتاج إليها، كما أنه يذكر عنه، رحمه الله، شغفه بالعلم والأدب، وتشجيعه للمخترعات والمبتكرات العلمية.

الشيخ حمدان واحد من الأسماء، التي تذكر وتشكر، لأنه أسهم مبكراً في خدمة بلاده، وهي مساهمة جليلة وعظيمة، ويكفي أنها جاءت لتؤسس وتضع البناء والهيكل، على سبيل المثال لا الحصر، وزارة المالية عند إعلان قيام اتحاد الإمارات، لم تكن موجودة من قبل، وجميع المؤسسات والهيئات، التي ترأسها سموه مع قيام الاتحاد، كان حتمياً عليه أن يبدأ العمل فيها من الصفر، وهذه واحدة من المهام الحيوية والمهمة جداً، لأنه وفق هذا التأسيس تنطلق المسيرة، وتستمر المنجزات. وغني عن القول إن وزارة المالية الإماراتية وغيرها من الهيئات التي ترأسها سموه، تعد الأكثر تطوراً، والأخذ بمجالات الإبداع والابتكار.

الشيخ حمدان مدرسة بكل ما تعني الكلمة في مجالات الإدارة والفعالية المؤسسية، امتلك، رحمه الله، قلباً وعقلاً مخلصاً وواعياً، ومتفهماً لمتطلبات المستقبل، وإرثه اليوم ماثل أمامنا، وشواهد منجزاته وأعماله عديدة، تذكرنا بمآثره، وخصاله الطيبة، ووفائه لبلاده وأهله شعب الإمارات.

 

Email