أمرك كلهُ خير

ت + ت - الحجم الطبيعي

(وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) – سورة البقرة.

كان لأحد الملوك وزيرٌ حكيمٌ يصطحبه معه دائماً، ويردد الوزير عبارة «لعلهُ خير» حين يصاب هذا الملك بما يعكّر صفوه، وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك فقال الوزير «لعلهُ خير»، فاشتاط الملك غضباً وقال له «ما الخير في ذلك؟» وأمر بحبسه مباشرةً، فقال الوزير «لعلهُ خير».

وفي يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته ولكنه وقع تحت قبضة قوم يعبدون الأصنام وقرروا تقديمه قرباناً للصنم، ولكن انتبه زعيمهم أن أصبعه مقطوعة ولا يليق فافرجوا عنه، حينها انطلق الملك فرحاً بأنه نجا من موت محقق فأدرك الخير فيما أصابه وذهب مسرعاً إلى القصر واعتذر من الوزير ثم سأله ما الخير الذي وجدته في سجنك؟ فأجابه «أنه لو لم يتم سجنه لصاحبه في الصيد وكان سيقع الاختيار عليه ليقدَم قرباناً بدلاً منه».

لرُبما كتب الله لك نصيبًا أجمل في أمرٍ لم يكُن متوقعاً.

للأسف يظن البعض أنه عندما تواجههم أي مشكلة سواء في الأسرة أو العمل أو العلاقات الاجتماعية أنها نهاية العالم غير مدركين أن الله بهذه المشكلة تحديداً قد دفع عنهم بلاءً أعظم، فسبحانه وتعالى لا يريد بنا إلا خيراً. لذا علينا أن نحمد الله ونشكره في كل الأحوال ونحسن الظن به فقد قال جل في علاه «أنا عند حسن ظن عبدي بي».

والله رحيم وأرحم بنا من الأم بوليدها، وبلا شك لا يريد بعباده المؤمنين إلا الخير، وذلك بحد ذاته يبثُ روح الطمأنينة في النفوس إزاء المصائب والأمراض والبلاء في هذه الحياة ويغمرنا بالثقة التامة بأنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، لذا لا تقلق فأمرك كلهُ خير.

 

Email