الماضي والحاضر وسائل!

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتقد البعض أن الاهتمام بالمستقبل رؤية حديثة نتاج التقدم البشري والثورة التي نعيشها في مجالات الاتصالات والتقنيات الحديثة، بل هناك من يعتبر التفكير في المستقبل وبناء الخطط الطموحة لتستهدفه تفكيراً إبداعياً جديداً، والحقيقة أن هناك إرثاً قديماً رافق البشرية منذ أقدم العصور حتى يومنا، يتعلق بالعمل والجد في اللحظة هذه، على أمل أن نرى نتائج مذهلة في قادم الأيام، بل إن هذا الجانب، وأقصد فهم آلية النجاح والتفوق، والتي تعتمد على الاستفادة من دروس الماضي، والجد والمثابرة لتجنبها وصولاً للنجاح والتفوق والتميز في المستقبل.

هذه الآلية لم يحتج الإنسان القديم لمدارس ولا جامعات لفهمها وتعلمها، حيث كانت تكفيه رؤية الواقع أمامه. على سبيل المثال عند زراعته لأرضه، إن لم يتحين الوقت المناسب لحرث الأرض، ووضع البذور فإن مستقبل الحصاد لن يكون وفيراً، بل قد لا تثمر الأرض، وهو ما يعني شظف العيش والجوع.

وكما نلاحظ أن العمل اليوم لاستهداف المستقبل ثقافة متجذرة في قلب وعقل كل إنسان، وتبقى مفاهيم مثل الخبرة والتعلم والمعرفة ونحوها عوامل مهمة وحيوية، تساعد على استهداف المستقبل وتحقيق المراد خلاله.

ومع هذا فإن العلماء في مختلف العصور، وفي حقب زمنية قديمة تنبهوا لأثر المستقبل، على سبيل المثال عالم الرياضيات والفيلسوف والفيزيائي الراحل بليز باسكال المتوفى في عام 1662م، أي قبل نحو 359 عاماً، تحدث عن الماضي والحاضر والمستقبل بوعي حديث ونظرة عميقة، حيث قال: «الحاضر ليس هدفاً، فالماضي والحاضر مجرد وسائل، أما المستقبل فهو الهدف»، إذاً لنعمل على المستوى الشخصي على هذه القاعدة، الماضي دروس وعبر وخبرات، أما الحاضر فعمل وجد واجتهاد ومثابرة، والهدف هو المستقبل لتحقيق النجاح والتفوق.

Email