على الملأ..!

ت + ت - الحجم الطبيعي

سأسرد لكم اليوم مقاطع خاطفة من معترك ما أشاهده وأسمعه يومياً من قصص، وأنوه أن هذه المشاهد ليست ضمن برنامج «الصدمة»، إنما حصلت بشكل واقعي على الملأ.

وإليكم بعض منها:

قبل أيام كورونا، وفي مصلى أحد المجمعات التجارية، قبيل صلاة المغرب، دخلت أم مع ولدها الذي يبلغ من العمر تقريباً 10 سنوات، كانت تؤنبه بصوت عالٍ قائلة «تريد تدخل النار؟»، لأنه رفض الصلاة بجوارها، خجلاً من النساء، وأراد الصلاة في مصلى الرجال، فبكى من شفقة من كانوا هناك وقتها..!

في أحد مصاعد المستشفيات، امرأة مسنة على كرسي متحرك تدفعها ابنتها، وما لبث أن أغلق باب المصعد حتى انفجرت البنت في وجه أمها، التي سألتها مراراً عن تشخيص الطبيب، لأنها فقط لم تسمع جيداً..!!!

في أحد المطاعم، أب أوسع طفلته الصغيرة ذات الـ5 أعوام ضرباً لأنها أوقعت كأساً بالخطأ، وصب جام غضبه على أمها، التي أمطرها بالشتائم هي الأخرى، قائلاً «غيروا جو بالبيت»، وسط ذهول الجميع..!

بعجرفة وكبرياء كانت تتشاجر مع زوجها في «الكوفي شوب»، لأنها لم تكن مقتنعة برأيه في أمر ما، فتحولت الطاولة لمعركة تقاذفوا فيها بالماء والقهوة والفضيحة العلنية..!

وفي مشهد آخر، تقول إحداهن كنت في زيارة عائلية قصيرة لأهل زوجي بعد طول انقطاع، وبعد زواج دام لأكثر من 7 سنين بدون أطفال، نعتوني «بأم النحس»، وكنت محور الجلسة، وهدفاً لسهام كلامهم الجارح.

تساءلت طويلاً وأنا أرى وأسمع هذه المشاهد، كيف ستنمو هذه العلاقات المشوهة وسط التعنيف النفسي..!

فالكلام اللين والحب وجبر الخواطر مشاعر سامية، بل هي مقصلة التضحيات، ووقود الاهتمام، تدفع بالعلاقات نحو النور، ننجو بها من عثرات الحياة وألمها، فليس التأنيب أمام العلن بتربية، وليس الكلام الجارح انتصاراً، وليس العقوق تنفيساً.

فإن لم نشرع أبواب قلوبنا لمن نحب الآن، فمتى..؟

 
Email