عين التاريخ على أهل المريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

درسٌ علّمنا إياه بو راشد، رعاه الله، أن الأحلام العظيمة عند العظماء لا تعرف غير التحقيق سبيلاً مهما طال منالها واستحال بلوغها، وصدق من سماه «مسبار الأمل»، إذ حمل معه طموحاً بحجم الجبال الشاهقة والقمم العالية، وترك البعض على الأرض في شغله الشاغل محصوراً، فما أشغلها الإمارات غير عظيم الأمر وشؤونه، يداعب المريخ أمجاد هذه الدولة إنجازاً تلو إنجاز، وهي التي لم تلتفت لحظة لما قيل ومن قال. وإذا أردت الفرق ومناله «تلقاه» عند أصحاب العزم، لغة لا يفقه خطابها غير العارف ولا يفطن لبُعد مغزاها غير اللماح.

من الإمارات ومن دبي، وتحديداً من الخوانيج، صافحت دولتنا أبعد نقطة في الكون لتحلق بعيداً هناك وتزاحم المحال والاستثنائي. تهنئة للتاريخ لا تصف لحظاتها قواميس الكلم ومعاجمه بوصول أول مهمة عربية للمريخ، مسار خطته الإمارات بكل استحقاق وجدارة، فهي التي بادرت وسعت وتحدت، وكسبت بناء ثقة أمة وجيل قادر طامح ومواصل لغاياته.

ومنّي للسائل والمحتار بشارة، المقبل عظيم ومختلف وغير متوقع، طريق واعتدنا مسلكه فلا عنه رجعة ولا بديل. مشوار الـ 50 عاماً بدأ بالمريخ والتالي قريب، فحب الصدارة أصبح يجري مجرى الدم في الشرايين للمواطن والمقيم على هذه الأرض، ووصفة العجائب بسيطة لمن أرادها وتتلخص في مواكبة الواقع، ومخاطبة القادم بنهج غير اعتيادي، ومواجهة التحديات، وتوظيف الفرص، وتهيئة الإمكانات، والاستعداد لرسم ملامح المستقبل الذي لا يعترف بالمنتظرين، ولا يقبل الخاسرين.

Email