ربما نتساءل عن الشيء الذي يكون حلواً بمرارته، ونتعجب من أنفسنا عندما نستمتع بمرارة الشيء حتى إننا نراه حلواً حتى لو خالف هذا الواقع والحقيقة، لم أجد أقوى من مثال القهوة لهذا المضمون، فرغم شدة مرارتها، إلا أننا نتلذذ بكل رشفة بها، ونستمتع بكل لحظة تجمعنا بهذا الفنجان، حتى إن العديد من الذكريات والأحاديث والمواقف ترتبط برشفة فنجان قهوة، ورائحتها التي تنعش كل شعور بنا، فتنوعت القوافي والابتكارات والإبداع لصنعها وشربها أيضاً.
لكن الشاهد هنا أننا استطعنا وبكل بساطة تحويل هذه الحقيقة من المرارة إلى شيء يمتع وشيء يملؤنا بهجة، هنا ما أقصده، أن الله خلقنا بطاقة وقدرات عظيمة بداخلنا، لكننا نبتعد عنها ونفضل صفات الهزيمة والضعف.
لست أقول إنني أتمنى الألم أو التجارب الصعبة أو التحديات والصدمات حتى أستمتع بمرارة أحداثها علي، لكن أقول إن استخدام تلك القوى والقدرات أن أحول ما يواجهني أو ما يصعب علي لمتعة في الوصول لحلوله، متعة الانتصار، متعة التعلم رغم الخسارة أحياناً. وهنا يأتي البطل الخارق بدواخلنا.
هذه حقيقة كل مخلوق خلقه الله، يحمل بداخله قدرات عظيمة، لكن النجاح أن تعرف كيف تصل إليها، وكيف تستخدمها بطريقة تناسبك وتخدمك أيضاً، والأهم أن تتعلم ألا تقاومها وتعتقد أن المفروض أن تكون كغيرك، لا كلنا مختلف وكل اختلاف بنا يميزنا لا يعيبنا، تصرف بفطرتك الحقيقة، فالفطرة هي البرنامج الأساسي من الله الذي يحمل بداخله كل الطاقات والأساليب التي تحتاجها في حياتك.
كل تلك القوانين الكونية ما هي إلا فطرة نقية من الله وضعها بكل واحد بنا، اكتشفها وتقبلها واعمل بها، ستجد أن كل تحدياتك المرة، أصبحت حلوة.