اكسب الخبرة لا المال!

ت + ت - الحجم الطبيعي

يركز الإنسان في بداية حياته العملية على إيجاد وظيفة مرموقة، ويتوجه إن أمكنه نحو مواقع العمل الأكثر شهرة، فهي رافد اجتماعي عندما يسأل أين يعمل؟ والكثير لا يركزون على كسب الخبرة اللازمة، والحصول على التدريب الجيد، ولا يكون المعيار هو بيئة عمل ناشئة أو فيها مجالات للتحرك والإبداع والتفكير.

في القطاع الخاص تحديداً لا ضمانات نهائية على بقاء وظيفتك معك طوال تعاقدك، خصوصاً في هذا العصر، لذا لا يتم ترتيب الأولويات بشكل صحيح ودقيق، فالنظر نحو المردود المادي هو المسيطر دون الالتفات للمميزات الأخرى.

من هذه المواقف التي مرت بي وسمعت عنها، شركة كبرى عالمية، ولها فروع عديدة في عواصم ومدن عدة من العالم، قدمت لشاب قد أنهى دراسته الجامعية لتوّه عرض عمل، بينما كان يبدأ عمله في شركة ناشئة، تحقق نجاحات متتالية في السوق، وقد كان الأجر الشهري الذي قدمته هذه الشركة له أعلى، لذا فضّل التوجه نحوها؛ البعض قد يعتبر هذا القرار طبيعياً واعتيادياً وبديهياً، لكنني نظرت له بأنه خطأ من جوانب متعددة، فهو دخل بيئة عمل شديدة التنافس، وفضلها على بيئة عمل مستقرة، والتنافس جيد، لكنه في حالته لا يملك الخبرة اللازمة، التي تساعده للفوز، وأخذ مكانه في السلم الوظيفي، أيضاً توجه لبيئة عمل قليلة الفرص، ومتشبعة بالخبرات والأفكار، ولن يصل صوته لمديريه، لقد تخلى عن عمله الأول الذي احتفى به، وشجعه وينتظر منه الإبداع والتميز والابتكار.

كان الأفضل له الصبر لاكتساب الخبرة اللازمة، والإلمام ببيئة الأعمال وطريقتها، ثم وضع المكسب المالي معياراً.

يقول رجل الأعمال هارولد جينين: «في عالم الأعمال يتم دفع الأجور على صورتين: المال والخبرة.. خذ الخبرة الآن، وسوف يأتيك المال لاحقاً».

غني عن القول قبل أن يتم العام الأول ترك عمله، ولم يكسب لا المال ولا الخبرة.

 

Email