انتبه ليومك

ت + ت - الحجم الطبيعي

الصراع متواصل مع الأشغال الوظيفية التي لا تنتهي حتى بعد أن تنطوي صفحة اليوم، لأشعر بالملل من الروتين الشاق الذي استنزف مني جل طاقتي، عندها أبحث عن محطة استشفاء لأجدها أمام أجواء البحر، تلاطمني الأمواج لتغمر قدمي لأغوص قليلاً نحو بدايات البحر، وكأني أهرب من حياة كبلتني بقيود، لأشعر قليلاً بحريتي بانتعاش الحياة، أتنفس النقاء وأغرق بخطوات نحو تلك الحركات من مد وجزر، أدقق في نهايات البحر، لأجد بأن عمق البحر يعلمني أن الحياة لا نهاية لمتاعبها وأن نهاية الدنيا محتومة، هناك تدرك اتساع مدارك فكرك، بأن تقدر ذاتك حق قدرها في كل جانب من جوانب الحياة، فلا تهنها ولا تقسُ عليها، وهذبها فالنفس أمارة بالسوء، ارتقِ بفكرك وعش في حدود يومك حتى لا تهدر حياتك، بأن تعيش في كهوف الماضي، ولا تحمل على ظهرك أعباء المستقبل، امنح نفسك الأمان فكل يوم هو محسوب من عمرك، فلتكن تلك الصفحات التي تبدو لك أيام عمرك مزهرة بألوان بهيجة من مقتطفات يومية، فلا تقطع ورقة من روزنامة عمرك لترميها ولكن لتقرأ رواية ذاك اليوم، من لحظات أسعدت بها نفسك وأرضيت بها خالقك، ارتقِ بنفسك من مستنقعات السوء إلى قصور الإنسانية والخير، ذاك هو تقدير ذاتك بعد رضا ربك، جماليات الحياة لا تنتهي، ولا تضيع منك لحظاتك سدى لإرضاء أحد من البشر، كن أنت لنفسك كل شيء وكل إنسان يستنزف طاقتك لترضيه، أبعده من قاموس حياتك، لأن الحياة سنعيشها مرة، فخطط لها حتى لا تكون من مخططات الآخرين، تجنب النقاش العقيم وتجنب من لا يقدر صحبتك، امشِ في بساتين الحياة لتبتهج نفسك، ولا تنحني بك الطرق لتضل عن مساراتك المضيئة، ما أجمل ليلتك وأنت تشعل شموعاً روحانية لتنام في سكينة وقلبك مطمئن، لتصحو على سحابة فرح وكأنك سافرت بوجدانك لتحيا من جديد، وأنت على يقين من هذه الآية {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}.

 

Email