من الذي يدرك قيمتك؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الحياة أنت لا تخسر الأصدقاء، ولكنك تدرك من هو الصديق الحقيقي.

يصاب شاب يبلغ من العمر 25 عاماً بفيروس كورونا المستجد، وبالرغم من أنه كان يعاني من أعراض خفيفة وجب عليه العزل الصحي لمدة 14 يوماً. في تلك اللحظة الصعبة وجد نفسه وحيداً وشبح الخوف يُطارده حتى أصبح لليأس فريسة سهلة، وبدأ يفكر كيف سيقضي أوقات الحجر وحيداً؟ ولكن يحدث ما يفوق التوقعات ويعيد إلى بدنه رونقه، فأصحابه لم يتركوه وكانوا يزورونه يومياً وينتظرونه ليخرج من شرفة المنزل ليدخلوا البهجة إلى نفسه ويساندوه في محنته.

الصديق الحقيقي «هو من كان معك، ومن ضر نفسه لينفعك، ومن إذا ريب الزمان صدعك، شتت شمله ليجمعك».

عندما تحيط بك النوائب تجد الصديق بلسماً شافياً للجروح، وتجده الداعم في أغلب محطات الحياة. أما الأصدقاء المزيفون فتبرز معادنهم الحقيقية في أوقات الشدة، فتجدهم يتقربون منك في نجاحاتك وفي أنفسهم غرض.

إذاً ما هي أهم صفات الصديق الحقيقي؟

أولاً يُرشد صديقه إلى طاعة الله عز وجل، ويلفت انتباهه إلى الأمور التي قد يغفل عنها، ثانياً يحرص على الصدق والابتعاد عن النفاق، ثالثاً يقف بجوار صديقه في أوقات الشدة قبل الفرح، رابعاً مُحال أن يكذب لأن الكذب قنبلة موقوتة في العلاقات تتسبب في انهيار الود والعشرة، خامساً لا يسمح للآخرين بذكر عيوب صديقه في غيابه ويدافع عنه دائماً.

لا شك أن الصداقة هي القرب لا البعد، الحب لا الكراهية، الصدق لا النفاق، وهذا ما يجعل الصداقات راسخة لا تتغير بزمان ولا بمكان، ولكنك لن تجد الصداقة الحقيقية بسهولة، فعلى مر السنين ستجرب جميع الشخصيات وتعيش أروع الأوقات، ولكن لن يبقى بجانبك إلا الصديق الحقيقي الذي يدرك قيمتك.

 

Email