الأساسيات أولاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تبدأ ببناء بيتك، تتأكد من أنك تضع الأساسات أولاً للبناء على أرض صالحة، وعندما تبني مشروعك التجاري تتأكد من وجود الأساسيات التي من خلالها تقدم خدمة وقيمة مضافة لجمهورك المستهدف، وعندما تبني دولة فتتأكد من الأساسيات أولاً: كالاستقرار والسلم المجتمعي والأمان. من غير الأساسات سيسقط المبنى، ومن غير الأساسيات في المشروع سيفشل المشروع، ومن غير الاستقرار والأمان ستنهار الدول.

وعلى مستوى الفرد ثلاثية الأساسيات هي: الأمان النفسي، والصحة والدواء، وكذلك الغذاء هي الأساسيات التي يستشعرها الفرد في يومه ومن دونها تفقد الكثير من النعم في الدنيا. وفي الحديث الشريف عن الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحذافِيرِها».

ذات الحكمة تتناقل عبر البشر ويعاد صياغتها في يومياتنا وتتحلى بها القيادة فتنطق بالجمل المؤثرة في المجتمع: «لا تشيلون هم.. الغذاء والدواء خط أحمر». هنا تتكرر الثلاثية بطريقة أخرى: الأمان النفسي، الصحة والدواء، وكذلك الغذاء.

مع كل فترة من الزمن تمر علينا موضة جديدة من الأفكار، أو موجة غريبة من الاعتقادات، أو حتى حركة مختلفة عن الفكر المعتاد. تحاول جذب الانتباه لها حتى تكسب التأييد من مختلف فئات المجتمع. كيف نستطيع التمييز بين الفكر السليم والفكر السقيم؟ الفكر السليم يضع في اعتباره أولاً الأساسيات في كل رأي يتبناه، وأما الفكر السقيم فلديه مجموعة قيم تتجاهل الأساسيات.

فإذا وجدت فكراً جديداً يخالف القيم الأساسية المتفق عليها في النفس أو الفكر أو الإدارة أو السياسة أو الاقتصاد، فانظر بعمق وتأنّ قبل اتخاذ القرار بتبني الفكرة. تعلم من الأحداث الأخيرة في العقود الماضية، وكيف أن الجموع الشعبوية قد تفقد المنظار الصحيح للأمور عبر موجات قوية وافدة لا تضع للأساسيات اعتباراً حقيقياً في اختياراتها.

Email