تنشد عن الحال

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنشد عن الحال والحال ظاهر لا تخفيه كلمة ولا صورة، وتعيب الأخبار والعيب صار من زحمة المنصات واقعاً وله وزنه ومنظوره، مشهد ترادفت فيه الأضداد وتشابهت منه تصرفات البشر وتساوى بميزانه الصدق والكذب، ليقلب الأحكام بصفه ويوقف الأقلام محتارة لأمره. من أين وإلى أين يسير بنا الإعلام الجديد وقد حان عصره الذهبي ولم نجنِ منه غير اللوم والعتب والسعي وراء الشهرة وخوافيها والتبادل المتواصل للتهم، وهل لا يزال الخلل منا وفينا أم هو كامن في طريقة الاستخدام؟

عالم جمع الناس رغماً عن تفرقهم الكل فيه يطلب الأول في سرعة نشر الأخبار والتفرد ببث الإشاعات، والكل أصبح فاهماً وعارفاً وصاحب رؤية وقرار يحلل ويسجع الخطب بالسياسة والاقتصاد والاجتماع على هواه ومنظوره وفكره وحده ولا سواه، ناهيك عن الطرح المتسرع وغير المسؤول والنقد اللاذع من البعض من دون سبب مقنع أو دراية كافية أو إلمام بجوانب الصورة. ويأتيك أبطال المنصات بقصصهم الممتدة كلما انتهى فصل منها ظهر لنا فصل آخر ولا مفر. إذاً فالحاجة ملحة لمنهج متقدم يحاكي تزايد المتطلبات ويضمن لهذا المجال الاستمرار بالصورة المناسبة كماً ومضموناً.

وبلغة جديدة تخاطب الإعلام الجديد سامي الطرح والمضمون، انطلقت أكاديمية الإعلام الجديد من دبي للعالم من فكر يستشرف الحاضر ويعد للقادم فهي مبادرة تعودنا على أمثالها من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مشروع جاء برؤية مختلفة لضبط الإيقاع بأدوات ومنهج واستراتيجيات تخط للإعلام طريق السير إلى المستقبل، معها نتحدث عن الحرفية والمهنية والقيادة الناجحة وسط ما يحيط بالمجال من تحديات وفرص متزايدة ونستبشر بأنها ستعيد المعادلة والأدوار وتوجد إطاراً مبتكراً للتعاطي الفاعل والمستجدات.

Email