وجهة نظر

أوتار الشجن

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحزن هو ذاك الشعور القاتم الذي يضغط على قلبك وإحساسك وتفكيرك، وترى الحياة بمنظور أسود، هو ذاك الشبح الذي يستعمر مستوطنات القلب لتصبح متشرداً باهتاً متسولاً شيئاً من الراحة من قلوب البشر، لتكن ذاك المسكين البائس، ولو تظاهرت تفضحك عيناك وقواك التي خارت، ستكشفها خطواتك في الحياة وكأنها تكاد تنتهي معلنة الاستسلام والنهاية، وقد تتوقف عند أحد المنعطفات في الحياة لترى لوحة خطر كتب تحتها ولنفسك عليك حق، نفسك لا تعذبها وتقسو عليها مهما كانت ظروفك ومهما جاهدت لتغيرها وفشلت، سلم أمرك لخالقك وخالق الناس وجالسهم ولو كانت خطاك مقيدة، لا أحد يحس بك سوى تعاطف، انجُ بنفسك وغير مكانك.

ولو اقتضى الأمر أن تغير جوانب حياتك، تحتاج إلى شخص تتكئ عليه كصديق قريب من قلبك، تحتاج لسند يساندك لتنهض ويحفزك على كل خطوة، الحياة كما كانت لم تتغير ولكن الإنسان وفكره وفلسفته الجديدة غيرت الأحوال والعادات، ليتقدم بالعلم وينسى العالم المحيط به كالعلاقات الاجتماعية الناجحة من قريب أو من بعيد، تلك التي تجعل منك إنساناً قادراً على مواصلة الحياة بجميع محطاتها لنهاية المطاف دون سقوط مفاجئ، في المقابل كم من كلمة طيبة صدقة، ومن جبر قلب إنسان أدركه الله في جوف المخاطر، لا تستهن بأي معروف أسديته لبشر مخبأ لك في جيب الأقدار لتنفقه في وقت الظروف الصعبة، الشفاء من علة الحزن لا تحتاج إلى أدوية بقدر ما تحتاج إلى عالم إنساني يحيط بك، هذا بعد اتصالك الروحي بخالقك، وأذكارك هالة تحيط بك تقيك من الوساوس والأوهام، ولا تنسى نصيبك من التأمل في أوقات تكاد تكون محطات استشفاء من الأسقام النفسية منذ بزوغ الفجر إلى شروق الشمس ووقت الغروب الذي لا يفتر عن الذكر والتسبيح متناغماً مع الطبيعة وأصوات مغردة، تسابيح تطوي صفحة اليوم بطمأنينة وراحة، كما يقول الحق سبحانه «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ».

Email