وجهة نظر

الإمارات حاضنة الثقافات

ت + ت - الحجم الطبيعي

دولة الإمارات العربية المتحدة، تتمتع بموروث ثقافي كبير، ينعكس في قيم وأصالة شعبها، التي بقيت راسخة في ظل التطورات. فثقافة المجتمع الإماراتي عالمية للغاية، ودولة الإمارات، لديها ثقافة متنوعة ونابضة بالحياة.

في الإمارات، بات التنوّع الثقافي قوة محركة للتنمية على مختلف الصعد «الاقتصادية والاجتماعية والفكرية»، خاصة مع وجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها، بتناغم وتفاعل قل نظيرهما على المستوى العالمي، لتصبح بذلك حاضنة لثقافات العالم، وجامعة لها، حيث قلما يعبر المرء شارعاً أو ممراً، أو يدخل مركزاً تجارياً، إلا ويجد أمام ناظريه ما يحيله إلى ثقافة، بل ثقافات متعددة، تعيش بأمن وسلام.

ويرتكز هذا التنوع الثقافي، على ثقافة التعايش والتسامح، التي أصبحت جزءاً أصيلاً من العمل الحكومي، دولة الإمارات نجحت بامتياز في التعامل مع كافة أشكال العولمة الثقافية، عبر منهج علمي، وبفكر واعٍ ومستنير، الأمر الذي وضعها في المرتبة الأولى عالمياً في مجال التعايش السلمي بين الجنسيات، وتمتلك الإمارات تجربة رائدة في قطاع صناعة النشر، حيث تحتضن الشارقة، أول منطقة حرة من نوعها في العالم، مختصة بخدمة قطاع النشر والطباعة.

إن الحفاظ على تراثنا وهويتنا الثقافية، واستمرار الإنتاج المعرفي والثقافي، أمر ضروري، خاصة وقت الأزمات، قد ينظر الكثير من العاملين في سوق الكتاب، إلى ما فرضه انتشار فيروس «كوفيد 19»، بوصفه أزمة، علينا الانتظار حتى تنتهي، ولكن أثبتت التجربة الثقافية الإماراتية، خصوصيتها في التعامل مع هذه المتغيرات، والاستجابة لها بصورة سريعة، وهو ما يجعلنا على ثقة بمستقبل الحراك الثقافي، وانعكاسه على صنّاع المعرفة في الإمارات.

إن تحقيق الاستدامة للثقافة والازدهار في دولتنا، لا يكون بإدمان استيراد الخبرات من الخارج، بل بغرسها في الداخل، ورعايتها حتى تكبر، وتنشئة جيل متعلم قارئ واعٍ لتطورات العالم الذي نعيش فيه، وملمّ بأفضل أفكاره وأحدث نظرياته، في القطاعات كافة.

Email