وجهة نظر

صنّاع الأجيال

ت + ت - الحجم الطبيعي

إلى الرائع ومعلم الأجيال الأستاذ عالي الدين عثمان.

مرّت أكثر من 7 سنين منذ آخر مرة التقينا فيها، لكنك ما زلت حاضراً في القلب والوجدان. سترحل بعد أيام إلى بلدك، لكن تذكّر أن الإمارات بلدك ولك فيها أبناء كثر، وبيوت لا حصر لها ولا عدد، أنت وجميع صنّاع الأجيال الذين وهبوا أوقاتهم وجهدهم وعطاءاتهم بكل إخلاصٍ وتفانٍ للوطن وشبابه الباني. اسمح لي أن أنشر الرسالة التي كتبتها لك لتعم على كل من علمني وكل معلم على الوجود.

إلى أرقى الأرواح والنفوس إلى من حفر في ذاكرتنا أعظم الدروس.. إلى اليوم أردد عبارتك التي كتبتها لنا في الصف الـ 11 على سبورة بيضاء «صوّب سهمك نحو النجم عالياً، علّه يصيب أعلى المئذنة». عانقنا بفضل الله ثم بفضل تربيتك نجوم الطموح حتى وصلنا ولله الحمد لما صبونا إليه.. ففلان مهندس وآخر طبيب وهذا كاتب.. كلٌّ صوّب سهمه وبقيتم أنتم النجوم حقاً، فلا نجم يعلوكم يا صنّاع الأجيال.. ولا سهم يصل لمقامكم السامي.

أتأسف لتقصيري، وأعتذر على عدم إبراز تقديري، لكني أود أن أقول بأعلى الصوت جزاكم الله عنا خير الجزاء، فأنتم آباؤنا وإخواننا وقطعة من الذاكرة والقلب. قد تكون نسيتني لأنك أثرت في نفوس الآلاف وعلمت الأجيال تلو الأجيال، لكني لن أنساك ولن أنسى أي معلم أكن له كل الحب والتقدير. إلى اليوم طعم شطائر الطحينية التي كنا نأكلها من صنع يديك في مكتبك عالق في لساني، وعباراتك تملأ فكري ووجداني. فأنت أب محبّ ومربّ فاضل قبل أن تكون معلماً مخلصاً ننهل من علمه وفكره برحابة.

فاجأني معلمي بعد أن أرسلت له هذه الرسالة أنه يتذكرني، بل ويحتفظ برسالة مطبوعة أهديته إياها عام 2013. أبيت بعدها إلا أن تطبع هذه الرسالة أيضاً، ولكن هذه المرة ليس على دفتر من دفاتر حمدان، بل على ورق «البيان».

Email