الرهان الخاسر

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الثقة والاحترام لا تكتسب ولا تمنح»، كلمات أبي (رحمه الله)، كان يرددها لي باستمرار، دبي التي فرضت على العالم كله احترامها، ومنحها الثقة المطلقة، والتي قد تصل إلى الثقة العمياء.

إنها دبي دانة الأرض، الشجرة المثمرة، فاقت بجمالها وإنجازاتها ما تصفه العقول، والتي صعب على الحاقدين أن يفهموا سر نجاحها، راهنوا بكل ما استطاعوا، إلا أنها كسرت الرهان، فمنهم من راهن على سقوطها في كل أزمة، إلا أنها بقيت شامخة، وازدادت بريقاً وقوةً، وكسرت رهانهم بحكمة ربانها الاستثنائي، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (حفظه الله)، والذي لا يرضى إلا بالرقم واحد، والذي أوصلنا اليوم إلى بر الأمان، بل ساهم في عون الأشقاء والجيران، إنه الرقم الصعب، الذي لا يمكن الوصول إليه، فكيف بدانته، التي هي في قلبه.

دبي صامدة، رغم رهانكم منذ قديم الأزل، والمراهنات لا تصدر إلا ممن يبغون الفساد والتلاعب بالحقائق، وها نحن اليوم، نرى تلك الظاهرة تعود، إلا أنها لا ترمي إلا الشجرة المثمرة، فنجد صاحبها يصب كل مراهناته على شيء لا يعرف قيمته، بل لا يمكنه الوصول لقدرها.

راهنتم على انهيار دبي اقتصادياً، ولكنها كسرت رهانكم، وراهنتم على فقدان السيطرة في أزمة «كورونا»، إلا أن دبي كسرت رهانكم لمرات كثيرة، بتسجيلها الرقم الصعب «صفر» حالات في أكثر المناطق كثافة سكانية، وأشدها إصابة، فماذا بعد ذلك؟.

نعلم بأن دبي قد آلمتكم، وأقضت مضاجعكم، بإنجازاتها الكبيرة، بل بإنسانيتها التي لم تتكرر في التاريخ، فهي شامخة منذ تأسيسها، واسمها لامع كالنجم في وسط السماء، الأنظار إليها متشوقة، والروح لها تهفو بأشجان متلهفة، ألا تعلمون سر ذلك.

إنها دبي، متحدية الصعاب بحكمة قادتها الأوفياء، ليسطر التاريخ سيرتها العطرة جيلاً بعد جيل.

وهنا أقول لكم، بدأ الرهان! «مع أن الرهان حرام»..

رهاني لكم.. دبي صامدة، وستبقى شامخة بإنجازاتها، وستكسر رهاناتكم يوماً بعد يوم.

لذا، لا تراهن على هزيمة شخص تخطى أسوأ أيامه، بلا كتف يستند عليها.

Email