على فكرة

رغم «كورونا».. رمضان كريم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل عام أنتم بخير، ونحن والعالم نعيش أياماً عصيبة، ولكن بفضل الله، اعتبرناها منحة من رب العالمين، فاتخذنا من صلاة الجماعة والقيام في المنازل والصدقات والتبرعات، التي أصبحت إلكترونياً، سبيلاً لإحياء الشهر الكريم، رغم الظروف الصعبة المحيطة بنا وبالعالم، بسبب وباء «كورونا»، وها نحن نتعلم إرسال صدقاتنا إلى الجهات الأخرى بلمسة زر، ونستطيع إرسال الطعام للمحتاجين إلكترونياً، بإرسال النقود إلى الجمعيات الخيرية، أياً كان الأمر، فإنها الأجواء المتسامحة، ونفحات رمضان التي أولها رحمة، وأوسطها مغفرة، وآخرها إن شاء الله العتق من النار.

ها هم أغلب الناس، اعتادوا على التعليم عن بعد، والعمل كذلك، فلم تقف الدنيا على هذه المحنة، شهر رمضان شهر الصيام، وكما اعتدنا على أداء فروضه وشعائره، أتانا هذا العام في ظرف استثنائي، أجبرنا نحن ومعظم البشر في العالم، على البقاء في بيوتنا، هرباً من العدوى بالوباء، الذي ذهب ضحيته أكثر من مئتي ألف فرد في العالم حتى الآن.

وها نحن قد اعتدنا على الحجر المنزلي، والتباعد الاجتماعي، والجلوس بالبيت، واعتدنا أن نمارس شعائر الشهر الكريم في هذه الأجواء، وكلنا نردد «ملتزمون يا وطن»، وأتذكر عندما دخل علينا رمضان عام 1990، عندما احتلت العراق الكويت، فاستقبلنا إخواننا من شعب الكويت الشقيق، وكانت الإمارات بيتاً وعزوةً لهم، وها نحن في رمضان، ومع وباء «كورونا»، تأقلمنا مع أجواء الحجر المنزلي، وكما مرت من قبل الأزمات، إن شاء الله ستمر هذه الأزمة، وستعود لنا أيام رمضان الفضيلة، بنفحاتها الطيبة، لنستمتع بروحانياتها، ودعونا الآن مع ظروف الوباء في هذه الأيام الكريمة، نكثر من الدعاء وقراءة القرآن، لكي نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، لعله يفرج عنا وعنكم وعن البشرية جمعاء، هذه الغمة وهذا الوباء.

Email