نكون أو لا نكون

ت + ت - الحجم الطبيعي

مناقشة التركیبة السكانیة في الخلیج والإمارات العربیة المتحدة خاصة، أمر لا یخرج بأي حال من الأحوال عن الدراسات التي تتعلق بالمنطقة، بل ربما تكون ضروریة من أجل مواصلة عملیة التنمیة، ورسم الخطط المستقبلیة، لكن أن یحاول البعض استدراجنا من بوابة التركیبة السكانیة، نحو مفاهيم بعیدة كل البعد عن تاریخنا والثقافة والعادات والمبادئ التي تربینا عليها، من أجل طرح أسئلة افتراضیة نظریة، حول الهوية والانتماء، واستمرار وجودنا من عدمه، بهدف الوصول لنتائج وأهداف مرسومة سلفاً، وبعیدة عن طبيعة المنطقة.

كأن نتساءل عن ماهية الخلیج عما إذا كان عربیاً أو فارسیاً أو هندياً، وغیره من الأسئلة الغريبة، والحقیقة التي لابد من التوقف عندها، ونحن نشاھد تلك الأقلام التي تعزف ألحاناً نشازاً بین حین وآخر، هي أن دولة الإمارات العربیة المتحدة، بتاريخها وهويتها الثقافیة المتجذرة في التاریخ، لا تستند في مسيرتها الحضاریة إلى مفاهيم أو أفكار شوفینیة، متعصبة، وإنما من خلال مبدأ التسامح والتعایش السلمي، الذي تفاخر فيه بين الأمم.

ومن یتابع مسیرة الحیاة في بلادنا یدرك بوضوح المعنى الحقیقي للسلم المجتمعي، ومن شاهد ما حفلت به العدید من مدن البلاد، مؤخراً في ظل أزمة جائحة كورونا یستطیع فهم ھذا المجتمع جیداً، حیث أنشد المقیمون في ربوع الإمارات من الأشقاء العرب وغيرهم سلامها الوطني إلى جانب أبنائها المواطنین ومساھمة الجمیع في التطوع لخدمة الإمارات یدرك المعنى الحقیقي للمفاھیم السامیة التي قامت عليها دولة الإمارات والقیم والمبادئ الإنسانیة والأخلاقیة التي أرسى أسسها المؤسس والأب الراحل الكبیر الشیخ زايد بن سلطان آل نهيان (طیب الله ثراه) وأكد على استمراريتها صاحب السمو الشیخ خلیفة بن زاید آل نھیان رئیس الدولة وسیدي صاحب السمو الشیخ محمد بن راشد آل مكتوم وجمیع شیوخ الإمارات.

وخلاصة القول تواجد المقیمین مهما كانت جنسياتهم وأعراقهم ودياناتهم في الدولة، كان وسیبقى قائماً على التسامح والتعاون والمصالح المشتركة التي يكفلها القانون، ولیس مأزقاً كما یتخیل البعض.

Email