معركتنا ضد فيروس «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قتلت الأوبئة الملايين من البشر، وأصبحت الإنسانية عرضة بقدر أكبر للأوبئة. ولقد قام العلماء والأطباء والممرضون في شتى أنحاء العالم بجمع معلومات حول فهم الآلية وراء الأوبئة وسبل مكافحتها، وكيفية تفشي الأمراض الجديدة وتحول الأمراض القديمة إلى نوعية أكثر فتكاً وشدة.

فمجرد التوصل إلى فهم كيفية حدوث الوباء يصبح من الأسهل محاربته، وسمحت عمليات تطوير اللقاحات والخطوات الصحية الأفضل للبشر بالتقدم والانتصار على الأوبئة. نتعلم في معركتنا ضد فيروس «كورونا» المستجد، أننا لا نستطيع أن نحمي أنفسنا عن طريق إغلاق الحدود بصورة دائمة لأن الأوبئة تنتشر بسرعة، وأن الحماية الحقيقية تأتي من مشاركة المعلومات العلمية الموثوقة، عندما يتعرض بلد لموجة وباء يتعين عليه أن يتشاطر بأمانة سببه من دون خوف من حدوث كارثة اقتصادية.

الحاجة تدعو إلى توافر التعاون الدولي، وربما أن الشيء الأكثر أهمية هو أن يدرك الناس أن انتشار الوباء في أي دولة يعرض كل البشر للخطر لأن الفيروس يتطور. وفي المعركة ضد الفيروسات نحتاج إلى ضمان حراسة الحدود، ولكن ليس بين الدول بل بين عالم البشر.

إن خط الحدود الذي يفصل بين الفيروس والإنسان يمر في داخل كل مخلوق، وإذا تمكن فيروس خطر من التغلغل عبر ذلك الخط في أي مكان على سطح الأرض، فإن البشرية بأسرها تصبح عرضة للخطر. ومن دون الثقة والتضامن العالمي لن نتمكن من منع انتشار وباء «كورونا» المستجد، ويحتمل أن نشهد المزيد من هذه الأوبئة في المستقبل.

في الأزمة الراهنة يتم الصراع الحيوي ضمن الإنسانية نفسها، وإذا أسفر هذا الوباء عن درجة أوسع من الفرقة والتباعد وعدم الثقة بين البشر، فإن ذلك سيعني أعظم انتصار للفيروس، أما إذا أفضى إلى تعاون عالمي أوثق فسوف يشكل انتصاراً، ليس على فيروس «كورونا» فقط بل على كل الأوبئة في المستقبل.

 

Email