حلم طيف

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس مرور الكرام، ولا حلم طيف و«بيمر خطافي»، تأبى جائحة كورونا إلا أن تغير كل ما فينا وحولنا من قراراتنا المجنونة، أحلامنا المكنونة، وأهدافنا الماضية والحاضرة والآتية والمرهونة، وخطواتنا التي طال أو قصر بها الوقت والعمر ولا تزال تنتظر تلك النقلة.

إنها عازمة وبصدق على إحداث تغيير عالمي فارق في منظومات العمل الحكومي والصحي التي أظهر هذا الوباء مستويات القصور والعجز فيها أمام كبح جماح الانتشار السريع في أكبر الدول وأكثرها تطوراً، مؤسسات وجامعات ومدارس توقفت، وقطاعات حيوية أصابها العطل، بل الحياة بجل نشاطاتها المعتادة تكاد تتلاشى ولا تصور واضحاً لما قد يكون بعد كورونا.

ربَّ حلمٍ رقبنا تحقيقه منذ أمد يصبح واقعاً قريباً بفضل الحاجة الماسة التي أظهرتها الجائحة من نقص الكوادر الطبية والمعدات والأجهزة الصحية والاستخدام الخجول لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي. فلم تعد الخبرة وحدها التي تلعب دوراً في تسيير وتقييم الأمور إنما اتخاذ القرار الصائب وإدارة الأزمة والقراءة المتأنية للأوضاع واستشراف المستقبل الاستباقي تلعب كل الدور.

وقرار الإمارات محق بالمواصلة وعدم التوقف، لمَ لا وهي التي لم تحب الراحة وغرست غرسها في التحوّل الرقمي، واستبقت المستقبل في عملها الحكومي كافة، اليوم وكل يوم هو لها فرصة لتعلم الجديد وهو فرصة لتحسين الموجود واستكشاف الفرص خدمةً للوطن ومن على أرضه، وقد أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله: «لو احتجنا لتغيير منظومة العمل الحكومي سنفعل ذلك من دون تردد»، وبلغة الواثق أكدها سموه «لقد استثمرنا في الحكومة الإلكترونية والذكية منذ عشرين سنة مضت»، إذاً فهو وقت التوظيف التكنولوجي الكامل بالجهات والتعليم والقطاع الصحي لرسم ملامح مستقبل جديد، وإطلاق أكبر مركز للبحوث وأول مستشفى بأقل تدخل بشري في العالم.

Email