استبشر أهل الإمارات خاصة، والخليج العربي عموماً، بسقوط المطر والبرد المفاجئ، الذي أعطى للحياة طعماً آخر، وبعد دخول الأجواء الباردة، اهتمت الأسر باللباس الشتوي، والبحث عن أساليب التدفئة، وذلك مع بداية الموسم، الذي يبشر، إن شاء الله، بوفرة من الأمطار وجريان الأودية والشعاب، وامتلاء السدود واخضرار الصحراء والجبال، ونمو الأشجار والورود.مع انبلاج خيوط الفجر، وظهور الشمس بخجل وسط الغيوم المليئة بالمطر، وهبوب النسمات الباردة، سوف تأخذك قدماك إلى البحر، لتشاهد هذا التناغم الذي أبدعه الخالق سبحانه وتعالى، فتشعر بالفرح عندما تشاهد تساقط المطر على سطح البحر، واحرص على أن تلامس قدماك البحر وهطول المطر يكسوك، وبذلك تشعر بانشراح الصدر، وتبدأ شرايين القلب تضخ بسرعة، لأنك أعطيت نفسك فرصة العيش في هذا الجو البارد والممطر.

في هذه الأحوال، يبارك الناس بعضهم لبعض فيقولون: «مبروك عليكم الرحمة»، فهذه رحمة من الله، أعطاها للعباد والبلاد، والمعروف أن البيئة الإماراتية تحتاج إلى المطر، حيث ترتوي الأرض الرملية، وتنبت بمزروعات مختلفة، لا تظهر كثيراً إلا مع هطول الأمطار، وأبرزها: الحميض البري والجبلي، ونبات الارطا والطرثوث والفقع والخبيز والعرايين والحوا والبصيل.

بعض الأسر مع موسم المطر، تطلق على مواليدها أسماء مستوحاة من الفرح بهذه الهبة السماوية، فيسمى الذكر «مطر» أو «مطير»، وتسمى الأنثى «مطرة» أو «مطيرة» أو «نفافة»، نسبة إلى المطر الخفيف، الذي يسمى «نفاف»، كما تغنى بها الشعراء في قصائد معبرة عن هذه اللحظة. وتعد الأسر لرحلات برية عائلية، ليشاهدوا هذا الإبداع، ومع سطوع القمر، تأتي لوحة سقوط المطر، لتشكل تناغماً يصل الأرض بالسماء، في سيمفونية تعزف لحن هطول المطر، معانقاً حبات الرمال والكثبان الرملية، وأوراق الشجر.