لا أقول إن ليلة رأس السنة الميلادية في الإمارات غير، بل إنها حقيقة والمشاهد تثبت ذلك، ولكن ليست لأنها بلادي.
فقد شاءت الأقدار أن أبقى منذ ثلاثة أعوام في الإمارات لأحضر احتفالات رأس السنة الميلادية في دبي، وقد كنت سعيدة بأن ذهبت إلى شاطئ البحر في جميرا.
حيث أسكن وهذا من حسن حظي، فعندما أذهب في هذه الليلة، أشاهد مجموعات من الناس يقفون في انتظار دقات الساعة ١٢ لتبدأ معها السنة الجديدة، وهذه السنة ٢٠٢٠ يبقى لها ميزتها بالاسم، وأنا عن نفسي لم أكن أتصور أنني سوف أبقى لهذه الأعوام.
ولكن القدر يشاء أن ألحق بهذه السنوات المتقدمة في العلوم والتكنولوجيا وعصر الروبوتات والذكاء الاصطناعي، لقد قضيت أعواماً من حياتي في التنقل في هذه الليلة من كل عام، ما بين الكويت ومسقط ولندن وواشنطن وباتيمور ونيويورك، لكني بحق أقول لكم مشهد رأس السنة الميلادية يبقى له طعم مختلف في الإمارات.
فقد تستطيع أن تحتفل وتشاهد هذا الاحتفال من كافة الإمارات، من إمارة الفجيرة إلى منطقة السلع في أبوظبي، لم تدخر الحكومة الرشيدة على الشعب بأن تنظم احتفالات تبدأ ما بين الساعة ١١ إلى ١٢ والربع، تجعل القاصي والداني يتحدث عنها ويتكلم عما شاهد من احتفالات، سواءً كانت برؤية العين أو من خلال التلفاز الذي تنقله قنوات محلية وعربية وعالمية.
كان المرحوم والدي يأخذنا إلى المنطقة الشرقية في الفجيرة، أو خورفكان لنذهب معه، سواء كان في الفندق أو في الشاليهات.
وعند منتصف الليل كان يقول لنا أنصتوا سوف تسمعون أبواق السفن التجارية أو غيرها تحتفل في بداية العام الجديد، ونسمع تلك الأبواق، وكنت أفكر لماذا هذه الأصوات؟ وهل نحن سنبقى نحتفل كل عام؟
ولكن تطورت هذه الأيام من حسن إلى أحسن، وأخذت الإمارات تنافس الدول الأخرى في تعاطيها مع هذا الموضوع.
كما أصبحت تنال الأرقام القياسية والجوائز العالمية عندما افتتحت مجموعة من الأبراج والأماكن الترفيهية والمنتزهات التي أخذت بدورها تنافس نفسها من عام إلى آخر، كفندق برج العرب وبرج خليفة والقرية العالمية في دبي، وفي أبوظبي عند الكورنيش.
وفي الشارقة عند إطلالة القصباء وغيرها من الإمارات، تلك المشاهد تبقى في الذاكرة ولن تمحوها الأيام، لأنها أيام جميلة وسعيدة، وسعدنا بها في ظل الأمن والأمان الذي نعيش فيه في وطننا الحبيب، وأتمنى للجميع السعادة والرفاهية والجودة في الحياة، وعسى أن تكون ٢٠٢٠ سنة خير على شعوب العالم كافة.