زايد والتسامح وشجرة الغاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء عام التسامح 2019 الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، امتداداً لعام 2018 عام زايد، ليأتي بعد ذلك اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، شجرة الغاف رمزاً لشعار «عام التسامح» وهي من الأشجار المحلية التي عشقها أجدادنا واستظلّوا بظلها أيام السفر، وفي الوقت ذاته، لا يخفى مدى الاهتمام الكبير الذي كان يوليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالنخلة والغافة والأشجار المحلية بكافة أنواعها.

إن قيمة التسامح متغلغلة في فكر زايد رحمه الله، هذا الإنسان الذي سخر حياته للبشر والشجر والحجر داخل الدولة وخارجها دون النظر إلى دين أو عرق أو لون، هذا هو فكر التسامح الذي اتخذه المغفور له الشيخ زايد منهجاً.

وفي عام ٢٠١٩ حينما تم اختيار شجرة الغاف رمزاً للتسامح، لم يكن هذا الاختيار محض صدفة، ولم يأت من فراغ، لأن لشجرة الغاف شأناً كبيراً في تقاليد شعبنا، حيث كان الناس يتظللون تحتها أيام البرد والحر، ويتجمعون وينصبون الخيام ويشعلون النار أثناء سفرهم من منطقة إلى منطقة أخرى، فكانت هي مظلة الجميع بلا تفرقة بينهم، واشتهرت في تقاليدنا وثقافتنا بأنها الشجرة الجامعة، وأشهر غافة في أبوظبي غافة الشبهانة في بعايا السلع، أشرف عليها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد عندما رآها متهالكة، فهب إلى إغاثتها لأنه يعرف قيمتها، ولأن تلك الشجرة كانت دليلاً للمسافرين بين السعودية والإمارات، وعندما كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ممثلاً للحاكم في منطقة العين، كان يخرج مساءً ويجلس تحت شجرة الغاف التي كانت بالقرب من قصر المويجعي، وكانت هذه الشجرة يتزايد التجمع تحتها عندما كان يستقبل البدو الرحل، أو يحل الخصومات بين القبائل، أو عندما زاره السير والفر ثيجسير الملقب بمبارك بن لندن، كما شهدت تلك الشجرة هندسة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، عندما كان يخطط في النقا والرمال لإقامة مشاريع طرق ومدارس ومستشفيات في العين.

دائماً ما يكون هناك أناس يسخِّرهم الله لخدمة بني البشر، أمثال الشيخ زايد، طيب الله ثراه، المعروف بتسامحه ونشره السلام بين شعوب العالم، لهذا ارتبط التسامح وزايد وشجرة الغاف الإماراتية التي سيبقى لها شأنٌ استثنائي في ثقافة شعب الإمارات.

Email