نحن صورة زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الأسبوع الماضي، والتي حدد فيها الأطر العامة المميزة للشخصية الإماراتية على مواقع التواصل الاجتماعي، تستحق منا أن نحوّلها إلى منهاج عمل، لتوصيف الشخصية الوطنية الإماراتية بشكل عام، وليس فقط في وسائل التواصل الاجتماعي.

ذلك أن سموه، وهو الخبير بأخلاق الإماراتيين وسنعهم وتراثهم وعاداتهم، عندما اختار هذه الأطر العامة، إنما كان يغرف من وعاء طالما امتلأ بالخُلُق الكريم والسلوكيات الحميدة، التي اتصف بها أبناء الإمارات، وحضهم عليها الآباء المؤسسون، مستمدةً من شريعتنا السمحة، وتقاليد آبائنا وأجدادنا، التي تربينا عليها كابراً عن كابر.

لذلك، فإنني أتمنى على الجهات المختصة، اعتماد النقاط التي طرحها سموه كمدونة سلوكية للشخصية الوطنية الإماراتية بشكل عام، لكي يدرك أبناؤنا المستوى المتحضر والمتقدم، الذي تراهم فيه القيادة الرشيدة، وطبيعة المسؤولية الأخلاقية الملقاة على عواتقهم في سلوكياتهم العامة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

صاحب السمو بو راشد، رعاه الله، يرانا صورة زايد، بشخصية تمثل أخلاق زايد في تفاعلها مع الناس، وتعكس الاطلاع والثقافة وتحضّر الإمارات، وتبتعد عن السباب والشتائم، وكل ما يخدش الحياء في الحديث، بشخصية تقدّر الكلمة الطيبة، وتستخدم الحجة والمنطق في الحوار، وتنفع الآخرين بالمعلومة، وتندمج مع محيطها العالمي، بشخصية واثقة من نفسها، تعكس تواضع الإماراتي وطيبته وانفتاحه، وقبل كل شيء، شخصية تعشق وطنها، وتفتخر به وتضحي من أجله.

هكذا تراك قيادتنا الرشيدة، وعندما تراك القيادة بهذا القدر العالي من التقدير والاحترام، فكيف يمكنك بعد ذلك أن تصغّر من نفسك ومن قدرك؟.

ومن يدقق في هذه الأطر السلوكية العامة، يجد أنها متجذرة في قيمنا وفي سنعنا، وكذلك في إرث زايد، رحمه الله، الذي تركه لنا، ليكون دستوراً أخلاقياً، ومعلمة سلوكية تتوارثها الأجيال، وما يفعله اليوم صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رعاه الله، هو أنه يعيد ترتيب سلوكياتنا المعاصرة والمستجدة، لكي تتوافق مع دستورنا الأخلاقي وسنعنا، ولكي تستقيم من خلالها مقاييس ومفاهيم شخصيتنا الوطنية الإماراتية، التي يعتز بها كل واحد منا.

هذه الأطر التي يطرحها الشيخ محمد بن راشد، هي الدستور الأخلاقي لكل إماراتي، مواطناً أو مقيماً، وهي جزء من التعبير عن انتمائنا ومحبتنا لهذه الدولة، فمثلما أعطتنا هذه الدولة ولم تقصّر معنا، علينا اليوم واجب أن نرد لها الجميل، بأن نرتقي إلى المستوى السلوكي الرفيع الذي تريده لنا، ويتفق مع ما وصلت إليه من تحضر وتقدم.

ترى بعد هذا كله، هل يوجد بيننا من يقبل أن تُخدش صورة «زايد»؟.

 

Email