هذا هو طموح زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تخيل لو أنك أقلعت في مركبة ما، طائرة أو منطاد أو حتى سفينة فضائية، وحلقت فوق سماء الإمارات، وشاهدت هذه الدولة الفتية التي لم تكمل عامها الثامن والأربعين بعد، واحتار ناظرك هنا وهناك، هل تشاهد المباني الشاهقة كبرج خليفة، أم تشاهد التحف المعمارية الفريدة كجزيرة النخلة وجزيرة ياس، أم تشاهد المستشفيات والمرافق الحديثة كمستشفى كليفلاند أبوظبي ومدينة شخبوط الطبية، أم تشاهد تلك الجسور والشوارع التي شكلت لوحة فسيفسائية رائعة لانسيابية السيارات، مع وجود بعض الازدحامات هنا وهناك والتي تشير للعمل والاجتهاد.

أم تترك كل ذلك وتشاهد الاستثمار الأهم في ذلك كله، ألا وهو الإنسان، سواءً المواطن الإماراتي أو السائح والمقيم، تشاهد كيف تم تسخير كل ذلك لخدمة العنصر البشري، وتوفير كل متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين ولأسرهم، لينعم الجميع برفاهية العيش والرخاء في ظل وجود متطلبات الراحة والأمان كافة.

هذه الدولة استطاعت بحكمة قادتها خلال فترة وجيزة أن تحقق المستحيل، وأن تبني نموذجاً فريداً في العمل الحكومي، وفي التعايش والتآخي بين كل من يعيش على أرضها الطيبة، رغم وجود التحديات والعوائق، وفرصاً للتحسين في كل مناحي الحياة، وهذا هو ما نحتاجه دائماً، ذلك الدافع الذي يجعلنا نسعى للأفضل.

نحتاج دائماً لوجود فرص للتحسين، فمتى ما اعتقدنا بأننا وصلنا للكمال، فقد حكمنا على أنفسنا بالفشل، وسنركن للراحة بحجة أن لا شيء أكثر لتحقيقه، وهذا يخالف توجهات قيادتنا التي تسعى دائماً للمركز الأول في مختلف المؤشرات والمقاييس، بل وتسعى للحفاظ على هذا المركز بجدارة.

نواجه تحديات كثيرة، فنحن ما بين توفير الوظائف لكل المواطنين، وبين استقطاب الخبرات والمهارات من مختلف دول العالم، ونحن ما بين تقديم الدعم الحكومي للأفراد، وما بين الذهاب لتحقيق معايير الدول المتقدمة اقتصادياً في تنويع مصادر الدخل وفرض الضرائب والرسوم وغيرها.

لا شك بأن شكل العالم تغير اليوم، وأصبح التنافس بين مختلف دول العالم لتحقيق الازدهار الاقتصادي أشبه بسباق محموم نحو اقتناص الفرص، وهنا لا بد من مضاعفة الجهد، والتخطيط الجيد والسليم لضمان البقاء في المسار الصحيح، وذلك يتطلب حكمة ودراية وتكاتفاً بين الجميع.

نواجه تحديات جديدة تختلف عن تلك الموجودة في سبعينيات القرن الماضي، بل وتزداد صعوبتها مع تزايد أعداد السكان ومحدودية الموارد الطبيعية أو صعوبة استخراجها، ومع وجود تسابق عالمي نحو استحواذ التقنيات المتطورة، وهنا تكمن أهمية أن نواكب ذلك السباق بالطرق والممارسات الصحيحة، لكيلا نترك مجالاً للصدف، فالخطأ هنا غير وارد، والهدف هو الوصول للمركز الأول بكل جدارة واقتدار، كما هي رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

 

 

Email