هذا هو طموح زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداً هو يوم تاريخي يُكتب في تاريخ هذه الدولة الفتية، حيث ينطلق ابن الإمارات هزاع المنصوري من قاعدة الفضاء الروسية «يوري غاغارين» الموجودة في منطقة بايكونور في كازاخستان، لينطلق على متن السفينة الفضائية «سويوز إم إس 15» إلى محطة الفضاء الدولية حاملاً معه طموح زايد وأمل الشباب العربي، وليقول من هناك للكون كله، بأن أبناء هذه الدولة لا يعرفون المستحيل.

«يوري غاغارين» هو أول إنسان استطاع اختراق الغلاف الجوي والتحليق في الفضاء الخارجي، ليعود للأرض ويفتتح فصلاً جديداً في كتاب البشرية، ورغم أن رحلته تلك كانت عام 1961، أي قبل 58 عاماً، إلا أن كثيراً من الدول وحتى اليوم لم تنجح في تبوؤ مقعد في نادي الفضاء، فهو مقعد لا يحظى به إلا من امتلك الإرادة الصلبة والعزيمة القوية، وخطط جيداً ثم عقد العزم على تحقيق الهدف المنشود.

دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم تقارع كبرى دول العالم في عالم الفضاء، فقد استطاعت هذه الدولة الفتية بسواعد أبنائها وبعزيمة رجالها أن تُطلق قمراً اصطناعياً تم تصميمه وتصنيعه بأيدٍ إماراتية خالصة، وأن تساهم في بناء أقمار اصطناعية أخرى، واليوم سترسل بكل فخر أحد أبنائها ليصل إلى محطة الفضاء الدولية كأول رائد فضاء عربي يصل إلى هذا المشروع العلمي الفريد.

وهنا لا بد أن نشير أيضاً إلى أن وصول دولة الإمارات العربية المتحدة لهذه المرتبة في عالم الفضاء، ما هو إلا انعكاس للإنجازات التي تحققت على الأرض، وهي كثيرة يصعب ذكرها كلها، فمن ينظر حوله يرى المطارات والجسور والمباني ومشاريع الطاقة المتجددة والجامعات والمعاهد العلمية والمجمعات السكنية الحيوية، بالإضافة للبنية التحتية المتطورة.

ولعل الإنجاز الأهم هنا هو «الإنسان»، فهو محور اهتمام قيادة دولة الإمارات، التي لم تدخر جهداً في بناء وتطوير العنصر البشري، والاهتمام بصحته وتعليمه والاستثمار فيه، وبالتالي أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة محط أنظار العالم، ومقصد الشباب الراغبين في تفجير طاقاتهم الكامنة.

اهتمام الإمارات بقطاع الفضاء ليس رفاهيةً يمكن الاستغناء عنها، بل هي ضرورة لا بد منها، فقد غابت الإنجازات العلمية عن العرب، وبدأ الشباب العربي يفقد الأمل في المنافسة على المراكز الأولى عالمياً، فكان لا بد لدولةٍ ما أن تعيد ذلك الأمل لهؤلاء الشباب، وهو ما فعلته الإمارات بتصنيعها لـ«خليفة سات» وبانطلاق هزاع المنصوري، وبإذن الله سيُتوج هذا الجهد بالتاج الفريد «مسبار الأمل» الذي سينطلق إلى المريخ في عام 2020 بسواعد أبناء دولة الإمارات وبفضل رؤية وحكمة القيادة السياسية فيها.

رسالة لكل أبناء الإمارات، ارفع رأسك غداً، وانظر إلى السماء، وراقب بطل الإمارات وفخرها هزاع المنصوري وهو يعانق النجوم، وكأنه يقول من هناك: هذا هو طموح زايد قد تحقق.

 

Email