عام تسامح وبداية صفحة جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«العبث والفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي تأكل من منجزات تعبت آلاف فرق العمل من أجل بنائها. سمعة دولة الإمارات ليست مشاعاً لكل من يريد زيادة عدد المتابعين.

لدينا وزارة للخارجية معنية بإدارة ملفاتنا الخارجية والتحدث باسمنا والتعبير عن مواقفنا في السياسة الخارجية للدولة، وإحدى مهامها الأساسية أيضاً الحفاظ على 48 عاماً من رصيد المصداقية والسمعة الطيبة الذي بنته الإمارات مع دول وشعوب العالم.

لن نسمح أن يعبث مجموعة من المغردين بإرث زايد الذي بناه لنا من المصداقية وحب واحترام الشعوب. صورة الإمارات والإماراتي لا بد أن تبقى ناصعة كما بناها وأرادها زايد».

هذا نص الرسالة الثانية الموجهة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، ضمن خمس رسائل أخرى موجهة للمواطنين. جاءت فعلاً هذه الرسالة في وقت نحتاج فيه إيقاف الوضع المأساوي على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في بعض الملفات والأمور السياسية التي يجب علينا أن نتركها لأصحاب القرار والجهات المختصة.

ويجب علينا أيضاً ألا ننسى أن إماراتنا الحبيبة في هذا العام 2019 تعنون وترسخ على سطور عامها معنى التسامح الذي يعتبر موقفاً إيجابياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يحمل على طياته معاني جميلة فيها من المودة والألفة والانسجام والتعايش والسلام.

أود بهاتين المناسبتين أن أناشد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي التحلي بالسمات والقيم الراقية التي تربينا عليها وغرزها فينا الذي لن ننساه ما دمنا على قيد الحياة، أبونا وقدوتنا الشيخ زايد، طيب الله ثراه.

على سبيل المثال في الشهور الماضية كانت إحدى الدول تحتفل بفوزها بكأس آسيا، أوجعنا كثيراً ما وصلنا من سب وتلامز ومغالطات على شعبنا ووطننا المرفوضة تماماً، فللأسف هذا ما انعكس علينا بسبب أفعال بعض المغردين. أنا لا أطلب منكم السماح هنا، بل أقول إن التجاهل هو أقوى رد على «الحاقد» ولا تنسوا أن وراءنا قيادة قوية رشيدة تدرك كيف ومتى ترد.

فلا ترخصوا من قيمة شعبكم وقيادتكم في لحظات الغضب، «من تجاهل الإساءة ليس بعاجز عن ردها، ولكنه عرف قدر المسيء فتجاهله»، خاصة وأنه وصل الأمر بالمساس بدولتنا وقادتنا وعلمنا السامي، فهو أمر يحتاج منا وقفة جادة لنحمي بها أنفسنا وشعبنا وصورة وطننا المشرفة التي سعى قادتنا لازدهارها وتقدمها بين الدول.

لنكن مثالاً لشعب مختلف بشكل إيجابي يحتذى به باقي الشعوب ولنتذكر قوله تعالى: «وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» صدق الله العظيم.

أشكر قيادتنا الرشيدة على المبادرة التاريخية «عام التسامح» وشكراً بو راشد على الرسائل الست التي تحمل الكثير للوطن والمواطنين.

 

Email