اليمن.. ولما اشتدّ ساعده رماني

ت + ت - الحجم الطبيعي

في البداية أود أن أذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين بأن الغدر هو أحقر الجرائم الإنسانية وأكثرها خسة.

موقف الحكومة اليمنية من أكثر المواقف السياسية غرابة ودهشة، خاصة على الشعب الإماراتي والكل يتساءل.. أهذا جزاء كل أنواع الدعم للوقوف إلى جانب اليمن الشقيق والمساهمة معه يداً بيد ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإنقاذ أرضه وشعبه من الحوثيين وسد الفراغ الأمني الذي كانت تواجهه اليمن؟

عفواً.. هل أنتم بكامل قواكم العقلية! أبعد كل هذه التضحيات تقابلوننا بالخيانة ونكران الجميل! كم من جنودنا يعانون حتى الآن بجراحهم وكم منهم فقدوا أجزاءً من أجسادهم على أرض وطنكم، وكم منهم ضحوا بأرواحهم تاركين لنا ذكرى تضحياتهم وصورهم التي لا تفارق أهاليهم وأبناءهم وأسماءهم المحفورة في ساحة شهدائنا البواسل.

اتهاماتكم لنا هي خير دليل على نكران الجميل وخيانة للشرف والأمانة، إنه لموقف مخزٍ يكشف صحة كل الانتقادات التي واجهتموها من البداية عن مدى قدرتكم على استعادة اليمن وأخذها إلى بر الأمان وتحقيق السلام وأماني اليمنينين في جعل اليمن كما كانت اليمن السعيد.

فرصة الحوار التي دعت إليها المملكة العربية السعودية في يوم الثلاثاء الماضي (26 أغسطس) هي خطوة تستدعي منا وقفة تأمل وفخر بأننا تحت قيادات قوية تدرك أهمية حماية أمنها وأمن المنطقة من أي فوضى وفتنة وخطط إرهابية، وهذه دعوة مشهود لها تثبت مدى التزام التحالف تجاه اليمن الشقيق وشعبه وتوحيد الصف والتأكيد على الهدف الرئيسي والغاية من وجود التحالف العربي بقيادة السعودية، ومعها دولة الإمارات والدول الأخرى، لهزيمة الانقلابي الحوثي وإعادة الحكم الشرعي لليمن. نحن ليس هناك لغاية أخرى لإحداث الفتن وغيرها من المهاترات الصبيانية التي يتم تداولها.

على الحكومة أخذ الأمور بمحمل الجد أكثر والتخفيف من المهاترات السياسية غير المنطقية والاستجابة الفورية للدعوة السعودية والجلوس ومناقشة كل أمور وجوانب الشأن اليمني بأسلوب وحوار حضاري للتمكن من حل المشاكل الداخلية والخلافات الأهلية في اليمن واحتواء كافة الشعب.

ومن الضروري أيضاً التركيز على تبني المبادرات الفعالة التي ترجع بالنفع على اليمن والمواطن اليمني لتحقيق الأمن والسلام الداخلي، لأن هذا الوقت يريد فعلاً وقفة خير جدية لأرض اليمن وشعبه المغلوب على أمره.

Email