حكايتنا مع اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يُكتب تاريخ اليمن بموضوعية وصدقية، فلا شك أن صفحة الإمارات هناك ستكون ناصعة البياض مهما حاول المتلونون والعاجزون والفاشلون تشويهها، فالأرقام وحدها تقول: إن الإمارات كانت أكبر دولة مانحة لليمن بشطريه قبل عام 1990، ثم بوحدته بعد ذلك العام، ودون منٍّ ولا أذى، مثلما كانت دولتنا أول من تجاوب مع مبادرة الأشقاء في السعودية لتأسيس التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بعد الانقلاب الحوثي الآثم عام 2014، وما تلاه من اجتياح للمحافظات اليمنية.

نقول هذا ونحن نراقب الاتهامات والفبركات، التي تقوم بها الحكومة الشرعية العاجزة حتى عن الثبات على موقف، والتي تكيل الاتهامات الباطلة للإمارات دون دليل ودون مبرر سوى التغطية على عجزها وفشلها وعدم قدرتها على توحيد اليمنيين وراءها، كما يفترض بحكومة وطنية في حالة حرب لاسترداد عاصمتها المحتلة وشرعيتها المستباحة.

بدلاً من ذلك، انشغلت هذه الحكومة الفنادقية بالخلافات الجانبية وتغيير الأولويات والولاءات، وقد يبدو هذا غير مؤذ لو كانت البلاد اليمنية آمنة ومستقرة وليست في حالة حرب، لكنها تصبح قاتلة في ظروف كظروف اليمن الحالية.

دعوني أضرب لكم مثلاً مهماً يجيب عن تساؤل تردد على ألسنة الكثيرين في الفترة الأخيرة، فالمعروف أن التحالف العربي قام في بداية عاصفة الحزم بتدريب أعداد كبيرة من المجندين الجدد لصالح الجيش الوطني اليمني، لتعويض النقص الحاد في أعداد الجنود بعد انحياز قوات الرئيس السابق صالح للحوثيين على أسس طائفية وجهوية وقبلية. ومع انشغال الجيش الوطني اليمني كما يفترض في معارك التحرير ضد الحوثيين، نشأ فراغ أمني في بعض المحافظات غطته قوات التحالف إلى حين تدريب قوات محلية من كل منطقة، تتولى حفظ الأمن والنظام في مناطقها مثل قوات النخبة والعمالقة وغيرها، بمعنى أن هذه القوات كان لها هدف محدد وهو حفظ الأمن في مناطقها، وبالتالي حماية ظهر الجيش الوطني وهو يقاتل الحوثيين!

ماذا فعلت الحكومة الشرعية الفاشلة؟ سحبت قوات من الجيش، وأسست ميليشيا حزبية وشخصانية، لكي تقاتل هذه القوات التي تحمي ظهر الجيش! بالله عليكم هل يجوز أو يصح هذا في أي منطق يضع الأولوية للتخلص من الانقلاب الحوثي، وتوحيد الجهود اليمنية لاستعادة البلاد، فبدلاً من مقاتلة الحوثي تتجه الحكومة الشرعية لمقاتلة من يحمون ظهرها بحجة أن الإمارات دربتهم!

وساعد على إشعال فتيل هذا المنطق المريض تساهل الحكومة الشرعية في تغلغل قيادات إخوانية وإرهابية في صفوفها، مقابل فشلها في إقناع المواطن اليمني في المحافظات المحررة بقدرتها على تحقيق أي شيء، وكل ذلك أدى لتفجر الأوضاع على النحو الذي شاهدناه.

للأسف، والتبرير الوحيد الذي خطر على بال الحكومة الشرعية كان اتهام الإمارات، لذلك نقول لهم وللعالم كله، فليخرج جنود الإمارات من اليمن، وسنرى وقتها كم ساعة ستصمدون أمام شعبكم!

عندها وعندها فقط ستدركون أنتم قبل غيركم حقيقة الدور الإماراتي!

Email